يعتزم زعيم المؤتمر الشعبي دكتور حسن الترابي التوجه الى العاصمة القطرية الدوحة الاسبوع المقبل فى زيارة لم يكشف عن تفاصيلها الدقيقة . واشارت معلومات الى ان الترابى يرتب للمغادرة فى التاسع من سبتمبر الجارى ولم يعرف على وجه الدقة الغرض من الزيارة لكن طالما ارتبطت رحلات الرجل الى الدوحة باجراء مقابلات فى فضائية (الجزيرة) ذائعة الصيت . وكانت اخر مقابلاته فى القناة المثيرة للجدل قبل نحو عامين حيث سجل عدة حلقات لبرنامج "شاهد على العصر" لكن الفضائية لم تبث تلك الحلقات خوفا على مايبدو من توتير العلاقات بين الخرطوموالدوحة خاصة وان الترابى حسب مقربين تحدث فى تلك الحلقات التوثيقية عن ملفات مسكوت عن تفاصيلها اشهرها محاولة اغتيال الرئيس المصرى المخلوع حسنى مبارك وتورط مسؤولين كبار بالحكومة السودانية فى تخطيط وتمويل المحاولة لم يتوانى الترابى عن تسميتهم خلال التوثيق الذى تحدث ايضا عن ملفات تتصل بالحركة الاسلامية السودانية منذ نشاتها الى انشقاقها الاخير علاوة على تناوله اسرار انقلاب 30 يونيو1989 الذى اتى بالرئيس الحالى عمر البشير الى سدة الحكم وكان الترابى حينها عراب الانقلاب قبل ان يصطرع مع البشير ويتحول لمعارضته بقوة . وعادة مايجرى الترابى مقابلات غير رسمية لاتاخذ طريقها الى الاعلام مع القيادة القطرية لبحث الازمة السودانية وتعقيداتها الدقيقة سيما وان الترابى يرتبط بعلاقات وشيجة مع امير قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثانى ويحفظ للرجل سعيه المتصل لرتق شقاق الاسلاميين فى السودان فى اكثر من محاولة عبر وزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم كما ان قطر لعبت دورا قويا فى ملف دارفور الى ان توجته بتوقيع اتفاق الدوحة الذى انحصر بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة برئاسة التجانى السيسى بينما امتنعت العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناحى عبد الواحد نور ومنى اركو مناوى عن الالتحاق بالاتفاق. ويعتقد على نطاق واسع ان الترابى يملك تاثيرا على مقاتلى الحركات المسلحة فى دارفور وتتهمه الحكومة صراحة بتاجيج الصراع فى الاقليم وتؤكد ان حركة العدل والمساواة الدارفورية هى الذراع العسكرى لحزب الترابى الذى ينكر بدوره اى علاقة تنظيمية بالمسلحين لكنه يقر فى ذات الوقت بمناصرته لمطالبهم وحقهم فى الحصول على نسبه من السلطة والثروة على غرار ما حظى به جنوب السودان. وعلى مدار العشرة أعوام الأخيرة أعتقل جهاز الأمن السوداني الترابي أكثر من مرة ولعدة أشهر تحت دعاوي مختلفة منها التخطيط لانقلاب عسكري . واعتقل الرجل في العام 2009 بعد تأييده لقرار المحكمة الجنائية الدولية بحق البشير حيث تتهمه المحكمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية في إقليم دارفور غربي البلاد حيث تحمل حركات مسلحة السلاح وتسعى لإسقاط البشير. حزب الترابي يدعو لحكومة انتقالية بالسودان دعا حزب المؤتمر الشعبي المعارض حكومة السودان إلى قبول اقتراح المعارضة بتشكيل حكومة انتقالية من أجل تجنيب البلاد الانزلاق نحو ما سماه شلالات من الدماء. ووجه كمال عمر الأمين السياسي للحزب في حديث لتجمع حزبي في الخرطوم انتقادات إلى نظام الحكم، ووصفه بأنه فاقد للشرعية. ودعا عمر الشعب السوداني إلى مقاومة النظام والثورة الشعبية عليه إذا لم يستجب لتحقيق تلك المطالب. وسبق للسلطات الأمنية في الخرطوم أن اعتقلت كمال عمر في يوليو/ تموز الماضي دون توضيح لسبب الاعتقال، لكن مصادر في حزب المؤتمر الشعبي أكدت أن هذا الاعتقال يأتي في إطار "الهجمة الشرسة التي تشنها الحكومة ضد الأحزاب السياسية المعارضة". ويعتبر حزب المؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي -الذي كان من أقرب مساعدي الرئيس عمر البشير عندما استولى على السلطة في انقلاب عام 1989 وأقيل بعد عشر سنوات فتحول إلى أشد خصومه- من أبرز شركاء ميثاق تحالف المعارضة الذي وقع الأربعاء الماضي، ويدعو إلى تكثيف حركة الاحتجاج ضد الحكومة والسياسات التقشفية التي تنتهجها. ويعاني السودان أزمة اقتصادية منذ انفصال الجنوب المنتج للنفط قبل عام، وأدت إجراءات تقشف صارمة -بهدف خفض الإنفاق من أجل سد عجز الموازنة- إلى احتجاجات في أنحاء البلاد في النصف الثاني من يونيو/ حزيران الماضي.