الخرطوم (رويترز) - حث أول سفير لجنوب السودان في الخرطوم البلدين على تنحية خلافاتهما جانبا والعودة للمبادلات التجارية وذلك لدى توليه منصبه يوم الاربعاء في أحدث إشارة على دفء العلاقات بين الجانبين. وانفصل جنوب السودان عن السودان العام الماضي بموجب اتفاق السلام الموقع عام 2005. ووافق البلدان على تبادل السفراء وتسوية خلافاتهما لكنهما في غضون اشهر أصبحا على شفا حرب جديدة بسبب نزاعات على حقوق النفط والحدود وسلسلة من القضايا الاخرى. وتراجع التوتر عندما وافق الجانبان تحت ضغط من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي على العودة للمفاوضات. ووصل السفير الجنوبي مايان دوت وول الى الخرطوم في اغسطس آب وقدم اوراق اعتماده للرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الأربعاء. وقال وول للصحفيين في سفارة جنوب السودان الجديدة في حي الرياض الراقي بالخرطوم "الصراعات السياسية اثرت بشدة على اقتصاد البلدين. "نريد تعزيز التجارة الثنائية والمشروعات الزراعية المشتركة وفتح نقاط جمركية." وقال وول ان البشير كان قد وعد بالمساعدة في الاسراع بعودة الاف الجنوبيين الذين لا يزالون محاصرين بسبب مشكلات قانونية على الجانب الشمالي من الحدود. وكانت جوبا التي تكافح من أجل بناء الدولة الوليدة بطيئة في تشكيل هيئة دبلوماسية وفتح سفارة في الخرطوم يمكن ان تصدر جوازات السفر اللازمة لحصول مواطنيها في الشمال على تصاريح اقامة. وقال وول الذي كان وزير دولة في حكومة السودان الوطنية قبل ان ينفصل البلدان العام الماضي "الرئيس قال انه سيأمر بفتح الحدود كي يتسنى لهم العودة." واضاف ان الرحلات المباشرة بين الخرطوموجوبا ستستأنف بحلول منتصف سبتمبر ايلول. وكانت الرحلات قد علقت في ابريل نيسان عندما تصاعد التوتر. وتوصل البلدان الشهر الماضي الى اتفاق مؤقت لاستئناف صادرات النفط بعدما اوقفت جوبا انتاجها البالغ نحو 350 الف برميل يوميا في يناير كانون الثاني في اطار نزاع على رسوم التصدير. ويريد السودان ان يتوصل الى اتفاق لاقامة منطقة حدودية منزوعة السلاح قبل استئناف صادرات النفط. وتطالب الخرطوم ايضا بضمانات على ان يوقف جنوب السودان دعم المتمردين في المناطق الحدودية السودانية وهو اتهام تنفيه جوبا. وقالت وزارة الخارجية السودانية يوم الأربعاء انها اختارت سفيرا لايفاده الى جنوب السودان لكنه لم يسافر بعد الى جوبا لتقديم اوراق اعتماده. وصوت الجنوبيون بأغلبية ساحقة لصالح اعلان الاستقلال في استفتاء اجري العام الماضي انهى عقودا من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. (اعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)