تسلم الرئيس عمر البشير أمس، أوراق اعتماد السفير ميان دوت وول كأول سفير معتمد لدى حكومة السودان ومفوض من قبل دولة الجنوب بالخرطوم. ونقل وول للبشير رسالة شفاهية من رئيس دولة الجنوب الفريق سلفا كير، أكد له عبرها بأن المفاوضات الحالية يجب أن تكون نهاية حتى تتمكن الدولتان من خلق علاقات إستراتيجية متينة لصالح الشعبين. في غضون ذلك، وافق الرئيس البشير على استئناف رحلات الطيران بين الخرطوم وجوبا - حسب (اسكاي نيوز) أمس - اعتباراً من السبت المقبل. وقال وول في مؤتمر صحفي عقب تسلمه لأوراق اعتماده، إن البشير وجه الجهات ذات الصلة كافة بتسهيل إجراءات ترحيل أكثر من (91) ألف جنوبي موجودين حالياً في الميادين إلى الجنوب، وكشف السفير عن إستراتيجية بعثة الجنوب في الخرطوم خلال الفترة المقبلة، التي قال إنه بحثها مع البشير والمتمثلة في احترام الاتفاقيات المبرمة بين الدولتين ودعم مبدأ الاحترام المتبادل وفق القوانين واللوائح والمعاهدات الدولية، بجانب احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتعزيز مبدأ التعايش السلمي، وتشمل الإستراتيجية حسب وول تشجيع منابر الحوار والمصالحة وزيادة حجم التبادل التجاري وتطبيق مبدأ حُسن الجوار بين قبائل التمازج وإذكاء روح التعاون بينهما ودعم الدبلوماسية الشعبية ونبذ العُنف. وأشار وول إلى أن الخلافات السياسية أثّرت سلباً على الاقتصاد مما أدى إلى قلة التبادل التجاري، ووصف الخلافات بين البلدين بالسياسية. وعبّر وول عن أمله في أن تنتهي جولة أديس الحالية باتفاق يفتح المجال لعلاقات البلدين في المجالات كافة خاصةً التبادل التجاري عبر الحدود المرنة وفتح النقاط الجمركية لمرور البضائع والمعابر للمواطنين، وأكد أن علاقات البلدين لا يمكن فصلها، وزاد: (العلاقات بين المواطنين عبر الحدود قائمة والبقارة يتسللون عبرها ليس بالأبقار بل البضائع وما في زول بيقدر يقفل الحدود بالمفتاح). وقال إن دولته تتطلع ليس لوحدة مع السودان بل وحدة أفريقية كاملة، ولفت إلى أنّ ترتيبات الحكومة الأثيوبية إبان مراسم تشييع ملس زيناوي حالت دون عقد لقاء القمة بين البشير وسلفا. ورهن وول بقاء الجنوبيين فى الشمال بجولة المفاوضات الحالية واتفاق الحريات الأربع، لكنّه أشار إلى أنّ الجهات المختصة بالسفارة بمساعدة فريق من وزارة الداخلية الذي وصل الخرطوم منذ فترة تَمَكّنَ من استخراج أعداد كبيرة من الأوراق الرسمية لمواطني دولة الجنوب، بجانب استخراج إقامات للطلاب والبالغ عددهم أكثر من (8) آلاف.