تواصلت الاحتجاجات السلمية التي ينظمها اللاجئون الافارقة بمصر امام مكتب المفوضية لشهر كامل ؛ وذلك في ظل التطورات السياسية التي تشهدها الشارع المصري ولكن بعيد عن الاضواء كبعد معانتهم وماساتهم لسنوات . ومنذ الخميس المنصرم 17 مارس الجاري استمرت نحو خمسين لاجئة سودانية بالقاهرة برفقة اطفالهن في وقفات احتجاجية امام مكتب المفوضية بحي ست اكتوبر . اضطرت ادارة المكتب لاستدعاء البوليس المصري ورجال الامن لفض الاعتصام بالقوة . الا انهن عدن مكررات الموقف خلال الايام الثلاث التالية برفقة لاجئون من موطنهن ؛ وحيث انضم اليهم الاثنين 21 مارس لاجئون من اثيوبيا والصومال الى قافة الاحتجاجات . ويقول شهود عيان من المشاركين ان ادارة المفوضية طلبت من رجال الامن والبوليسحمايتهم ؛ حيث تم اطلاق النار في الهواء لتفريق اللاجئين المحتجين بعد ان رفضوا الانفضاض برغم استخدام القوة في حقهم من قبل الشرطة قبل ذلك . وقد اصيبت لاجئتين سودانيتن وثلاث لاجئون من جراء العنف المستخدم من قبل رجال الامن والبوليس صباح الاثنين . و نقل الخمس المصابون الى المستشفى . والسيدات هما : فاطمة ابراهيم ؛ و حواء ادم احمد .وكانت حواء ادم احمد عبد المولى قد اعتقلتها سلطات الامن من داخلال مكتب الفوضية في يوليو العام الماضي وكانت برفقتها اطفالها الثلاث وهي حبلى في الخامسة من شهرها ؛ واودعت مركزاحتجاز بمقر مباحث امن الدولة بست اكتوبر لثلاث ايام . ومنذ اندلاع الاحدث في مصر يعيش اللاجئون وغالبهم من الدول الافريقية والسودانيون الاغلب اوضاعا معيشية وامنية سيئة جدا وتندحر كل يوم الى الاسؤ جدا ؛ لكن مكتب المفوضية ومنظمات متعاونة معها سعت خلال شهري فبراير واول مارس الحالي لتخفيف من معاناتهم ماديا بطريقتها ؛ حيث وزعت اعانات مادية للبعض وضاعفت من عطياتها للبعض الاخر . غير ان اوضاع اللاجئين المتازمة ؛ والمتراكمة لسنوات طويلة منذ الاعتصام الشهير في العام 2005 ف والنهاية المؤلمة لم تعد المعونات المادية الطفيفة المقدمة من المفوضية سوى مسكنات للازمة وليست ذات جدوى فضلا عن انها لا تمثل حلا نهائي لهم. فيما ذكر للاجئون محتجون السبت الماضي ان مكتب المفوضية بالقاهرة تسلمت رسالة من السفارة السودانية ؛ رسالة لم تكشف مضمونها الا ان التكهنات وسط اللاجئين تشر الى انها تحمل افكرارا ومقترحات بشان اللاجئين من السودان . وهي ما تعتبر خطوة نحو اتجاه الاضرار باللاجئين ؛ اذ تبادل رسائل يعد تعاون بين المكتب و سفارة البلد الذي خلق ظاهرة اللجؤ . وذاركة اللاجئين السودانيين بكل دول العالم يتذكر ما جرى قبل وبعد مذبحة اللاجئين بميدان المهندسين قبل ست سنوات ؛ وكذلك التصريحات المضادة للاجئين في ليبيا التي اطلقتها الخارجية السودانية ؛ وقد كلفت عشرات الارواح من الضحايا وهي استمرار الاسباب التي خلقت اللجؤ من انتهاكات ضد حقوق الانسان ؛ولذا من الصعوبة تقبل تبادل التعاون المفوضية مع السفارة وبالذات لدى اللاجئين بمصر . مركز دراسات السودان المعاصر قسم الرصد الصحفي 22.مارس 2011ف