السفير السوداني في الجزائر مجدي محمد طه ل''الخبر'' الاتفاقيات التسع مع دولة الجنوب أنهت حربا طويلة كادت تقع الاثنين 12 نوفمبر 2012 الجزائر: حاوره مصطفى دالع قال السفير السوداني في الجزائر، مجدي محمد طه، في حوار مع ''الخبر'' بمقر السفارة، إن الاتفاقيات التسع التي تم التوقيع عليها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وضعت مسارا جديدا للعلاقات بين البلدين، بعد أن وصل الحال إلى مواجهات مسلحة كان يمكن أن تؤدي إلى حرب طويلة، مشيرا إلى اجتماع وزيري دفاع البلدين لوضع هذه الاتفاقيات حيز التنفيذ. ما هي أهمية الاتفاقيات التي وقعها السودان مع جنوب السودان في ظل عدم التوقيع على اتفاق نهائي بشأن أبيي؟ الاتفاقات التي وقعت في أديس أبابا في مجملها تسع اتفاقيات وتكمن أهميتها أنها وضعت مسارا جديدا للعلاقات بين البلدين، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه قبل التوقيع على هذه الاتفاقيات وصل الحال بين البلدين الجارين إلى مواجهات مسلحة كان يمكن أن تؤدي إلى حرب طويلة، ومن هنا تبرز أهمية هذه الاتفاقيات التسع، ثمان منها غطت كافة القضايا محل البحث بين الجانبين، وجاءت الاتفاقية التاسعة كإطار عام اشتمل على المبادئ العامة للتعاون بين البلدين وآليات التنفيذ والمتابعة، وتتمثل في اتفاقية في مجال الترتيبات الأمنية واتفاقيات في الاقتصاد والنفط والتجارة والصيرفة وتسهيل مزايا ما بعد الخدمة وقضايا اقتصادية مختلفة واتفاقية حول رعايا كل دولة لدى الدولة الأخرى. ما هي المسائل التي لم يفصل فيها لحد الآن مع دولة جنوب السودان؟ المسائل التي لم يتم حسمها تتمثل في الحدود وقضية آبيي، بالنسبة للحدود فهناك 80 بالمئة من الحدود تم الاتفاق عليها في مراحل سابقة وتبقت بعض المناطق المتنازع عليها، وهناك أسس تم الاتفاق عليها وأكدها لاحقا اجتماع اللجان المختصة، والاتفاق مبني على أساس خط 01/01/1956 وفي 5 نوفمبر 2012 بدأت المحادثات للجنة السياسية العسكرية الأمنية برئاسة وزيري دفاع البلدين، ومازالت المباحثات جارية بشأن وضع ما تم الاتفاق عليه موضع التنفيذ والشروع الفعلي في تطبيق ما تم الاتفاق عليه. كيف لم تتمكن السودان من رصد الطائرات الإسرائيلية قبل قصفها لمصنع الذخيرة والأسلحة؟ للتذكير هذا الاعتداء يعتبر الثالث لإسرائيل ضد السودان، ولم تنكرها تل أبيب حينها، أما الحادثة الأخيرة لمصنع الأسلحة، فقد قامت أربع طائرات إسرائيلية، منتصف ليل الثلاثاء 23 أكتوبر 2012، بقصف المصنع بعد استخدام تقنية عالية في التشويش، وعليه تم تدمير جانب من المصنع وإلحاق أضرار مادية وبشرية حسب المعلومات التي أدلى بها وزير الإعلام. ما هو السبب الذي دفع إسرائيل لاستهداف السودان بالذات؟ هذا ديدن إسرائيل، فهي لا تكف عن اتهام السودان بالعديد من التهم الباطلة، وروجت أن لهذا المصنع علاقات خارجية مع إيران وحماس وغيرهما، لكن مصنع اليرموك لا ينتج سوى أسلحة وذخائر للجيش السوداني. ما حقيقة المعلومات والتصريحات المتداولة بشأن زيادة السودان لقدرات الدفاع الجوي واستقدام طائرات مصرية مقاتلة في دارفور؟ هذا المصنع ينتج أسلحة وذخائر للجيش السوداني، ومن حق أي دولة أن تمتلك من الوسائل ما يمكنها من الدفاع عن سيادتها وأرضها، أما بقية التفاصيل التي تحدثت عنها فلا أستطيع التعليق عليها. كانت الجزائروالخرطوم قاب قوسين من تصدير الماشية السودانية إلى الجزائر، ما هي العوائق التي وقفت في وجه تحقيق هذا المشروع؟ تصدير الماشية السودانية إلى الجزائر كانت فيه إجراءات بين الجانبين للوقوف على معطيات المسألة، ولكن ليست هناك عوائق على الإطلاق من الجانبين لتصدير الماشية السودانية إلى الجزائر، ولكنها مثل أي تجارة أخرى تخضع لعوامل السوق والتكلفة. ماذا عن مشروع الخط الجوي المباشر بين الجزائروالخرطوم؟ ليس هناك ما يمنع أيا من البلدين من تسيير خطوط بين البلدين، لكن المسألة تخضع للعوامل التجارية، وسمعنا عبر وسائل الإعلام الجزائرية أن الجزائر ستوسع شبكة خطوطها الجوية ونتمنى أن تكون الخرطوم واحدة من هذه المحطات، خاصة أن الخطوط الجوية الجزائرية تشهد تطورا كبيرا وتسعى لدخول بعض المناطق ضمن خطتها.
