نقلت القوات الفرنسية المرابطة في البلد نحو 500 أجنبي إلى معسكر للجيش في ظل حالة الفوضى السائدة توشك القوات الموالية للفائز بالانتخابات الرئاسية، الحسن وتارا، الذي تعترف به الأممالمتحدة رئيسا لساحل العاج، على إزاحة خصمه، لوران باغبو، الذي يرفض التنحي عن السلطة. وشنت القوات الموالية لوتارا هجوما على المبنى الرئاسي الشديد التحصين. وقال مستشار باغبو في أوروبا، توسان آلان، إنه سيقاتل حتى النهاية، مضيفا أنه سيلقي خطابا في الساعات القادمة عندما يستأنف البث التلفزيوني. وأضاف أن باغبو مستعد للتفاوض مع خصومه لكنه لم يوضح شكل هذه المفاوضات. وتابع آلان أن "الرئيس باغبو لم يهرب من البلد. إنه موجود في أراضي ساحل العاج في مكان آمن حيث يقود المقاومة". ونقلت القوات الفرنسية المرابطة في البلد نحو 500 أجنبي إلى معسكر للجيش في ظل شيوع الفوضى داخل أبيدجان. وبدأت القوات الموالية لوتارا هجوما على قوات باغبو يوم الاثنين الماضي. ويعترف المجتمع الدولي بوتارا رئيسا لساحل العاج بعد فوزه في انتخابات الإعادة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كما أعلنت مفوضية الانتخابات لكن خصمه، باغبو ادعى الفوز في هذه الانتخابات. ويقول جون جيمس، مراسل بي بي سي في مدينة بواكي وسط البلاد إن باغبو يبدو في ساعاته الأخيرة بسبب المعارك الدائرة في أبيدجان. ويقول أحد السكان المحليين لمراسل بي بي سي إن هناك اقتتالا عنيفا في المنطقة المحيطة بالمقر الرئاسي مضيفا "لا أزال أسمع أصوات إطلاق نار قوية وقصفا مدفعيا ثقيلا". وقال مصدر عسكري مقرب من معسكر باغبو لوكالة رويترز إن القوات الموالية لوتارا تهاجم المجمع الرئاسي، مضيفا أن الحرس الجمهوري ورجال الميليشيا يستميتون في الدفاع عنه. أعمدة دخان وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مقر الرئاسة. ولم يشاهد باغبو علانية منذ أسابيع عديدة، وليس من الواضح ما إذا كان موجودا داخل المقر الرئاسي أم لا خلال الهجوم عليه. وقال ناطق باسم باغبو، أبدون جورج بايتو، لي بي سي "الرئيس لن يتنحى...لقد انتخب لمدة خمس سنوات ونحن مستعدون للقتال". وقالت القوات الفرنسية إنها نقلت نحو 500 أجنبي بمن فيهم 150 فرنسيا، إلى معسكر للجيش بعد تهديدهم من طرف لصوص في أبيدجان. وقتلت امرأة سويدية تعمل مع الأممالمتحدة في أبيدجان في منزلها بالرصاص في وقت متأخر من يوم الخميس. وتسيطر القوات الفرنسية وقوات الأممالمتحدة على مطار أبيدجان الدولي. وقالت القوات التابعة لباغبو إن الحدود البرية والبحرية لساحل العاج أغلقت حتى إشعار آخر رغم أنها عادت في مساء الجمعة وقالت إن المجال الجوي أعيد فتحه. ولم يبد الجيش الوطني في ساحل العاج أي مقاومة تذكر في وجه بدء القوات الموالية لوتارا سيطرتها على المناطق التي كانت تابعة لباغبو. ويعتقد أن قوات وتارا تسيطر على نحو 80 في المئة من أراضي ساحل العاج. عمليات اختطاف وقتل وحثت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وتارا على كبح جماح قواته في ظل مزاعم تفيد أنها تورطت في عمليات اختطاف وهجمات على المدنيين. وتابعت المفوضية أن ثمة تقارير تفيد أن قوات باغبو قتلت مدنيين، مضيفا أن المحكمة الجنائية الدولية تراقب الوضع عن كثب في ساحل العاج. وتخلى ضباط في الجيش بمن فيهم رئيس الأركان، الجنرال فيليب مانجو، إضافة إلى مئات الجنود والشرطة عن باغبو لكن قوات الحرس الجمهوري لا تزال تدعمه. وجدد الاتحاد الأفريقي دعوته لباغبو من أجل التنحي. وسيطرت القوات الموالية لوتارا على المناطق التي كانت تابعة لباغبو انطلاقا من شمال البلاد بما فيها العاصمة، ياموسوكرو ومدينة سان بيدرو التي تضم ميناء مهما. وكان التمرد المسلح عام 2002 أدى إلى تقسيم البلد إلى قسمين: الشمال حيث كانت تسيطر قوات وتارا والجنوب حيث تسيطر قوات باغبو.