صنعاء (رويترز) - طرحت المعارضة اليمنية خطة لنقل السلطة يوم السبت تتضمن تسليم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح السلطة لنائب له مع اتخاذ خطوات من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات جديدة. وبينما تتواصل الاحتجاجات في انحاء البلاد مطالبة بتنحي صالح قال مسؤولون بالمعارضة ان الرئيس اليمني لم يعلن بعد رده على الخطة التي تتضمن خمسة بنود. وقال الرئيس اليمني الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما انه مستعد لترك السلطة في النهاية لكن قال ان خروجه السريع سيؤدي الى الفوضى. وشكر صالح الالاف من انصاره الذين تجمعوا قرب القصر الرئاسي يوم السبت. وحيا صالح الحشد على ما وصفه بموقفهم البطولي وشكرهم على دعمهم للشرعية الدستورية وسط بحر من صوره ولافتات تؤيد استمرار بقائه في الحكم. وقال مصدر بالمعارضة لرويترز ان صالح يريد البقاء في الحكم حتى يتم تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة بنهاية العام. ودفعت احتجاجات بدأت قبل أسابيع تستلهم الانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس حكم صالح الى شفا الانهيار لكن الولاياتالمتحدة والسعودية تشعران بالقلق بشأن من سيخلف صالح في حكم البلد الذي ينشط فيه تنظيم القاعدة. وقال بيان صادر عن ائتلاف المعارضة ان الخطة تتضمن قيام النائب الذي سيقوم بدور الرئيس الانتقالي باعادة هيكلة الجيش والشرطة. واضاف البيان ان المناقشات ستجري في هذا الوقت من اجل تعديل الدستور وتشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات جديدة. وقال محللون ان اعادة الهيكلة ستستهدف تقليص سيطرة أقارب صالح والموالين له على الجيش وقوات الامن. ونزل عشرات الالاف من الموالين لصالح والمناهضين له الى شوارع العاصمة اليمنية صنعاء يوم الجمعة بينما يحاول مفاوضون جهدهم لاحياء محادثات بشأن تقرير مصيره. وفي ميناء الحديدة بغرب البلاد قال سكان ان سبعة محتجين اصيبوا عندما استخدمت شرطة مكافحة الشغب الهراوات والغازات المسيلة للدموع لتفريق محتجين يطالبون باستقالة صالح. وقال سكان ان الاف المحتجين المناهضين لصالح المعتصمين منذ أسبوع خارج جامعة صنعاء نظموا مسيرة الى القصر الرئاسي لكن قوات الامن ردتهم على أعقابهم بعد أن أغلقت الشوارع. ولم تقع اشتباكات وعاد المحتجون الى مكان اعتصامهم. وقال مسؤولون ان صالح الذي خسر دعما مهما من مساعدين عسكريين وسياسيين وقبليين التقى يوم السبت بممثلين عن عدة قبائل بينما تحدى مطالبته بالاستقالة. ودعا المحتجون في عدن الى اضراب عام وعصيان مدني وعطلوا المواصلات العامة واضطروا كثيرا من المحال التجارية الى اغلاق ابوابها. وقال شهود ان القوات اطلقت النار في الهواء لتفريق الشبان الذين يسدون الطرق. وقال ائتلاف المعارضة اليمنية في بيان ان الرئيس صالح وحاشيته مازالوا يواصلون "جرائمهم" ويرفضون فهم مطالب الشعب. وتوقفت المحادثات بشأن خروجه من السلطة واحبطت السلطات السعودية جهود الحكومة اليمنية لاشراكها في الوساطة. وقالت مصادر حكومية يوم السبت ان وسطاء يحاولون استئناف المحادثات مع أحزاب المعارضة. ومن الممكن ان تتحول المسيرات والتجمعات الى عنف في اي وقت في اليمن المضطرب حيث يمتلك اكثر من نصف سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة اسلحة. وقتل نحو 82 شخصا حتى الان بينهم 52 برصاص قناصة يوم 18 مارس اذار. ويمكن ان تتحول الخلافات الى اراقة للدماء لعوامل تتراوح بين اشتباكات بين القبائل بسبب مصادر المياه الاخذة في التناقص الى المناوشات بين قوات الجيش والمتشددين الانفصاليين في الجنوب. وتعتبر واشنطن منذ فترة طويلة صالح عامل استقرار يمكن ان يمنع القاعدة من توسيع وجودها في اليمن الذي يعتبره كثيرون دولة على شفا التفكك. وتحدث صالح عن حرب اهلية اذا تنحى دون ضمان انتقال السلطة الى "ايد امنة" وحذر من انقلاب بعد تحول عدد من كبار ضباط الجيش ضده. وتقول احزاب المعارضة انها تستطيع التعامل مع قضية المتشددين افضل من صالح الذي يقولون انه ابرم اتفاقيات في الماضي لتجنب استفزاز الاسلاميين في اليمن. في غضون ذلك قال اقارب الصحفي المعروف عبد الغني الشميري الذي خطفه رجال مسلحون يعتقد بأنهم قوات امن في وقت متأخر مساء يوم الجمعة انه افرج عنه اليوم دون ان يلحق به اذى. وكان الشميري يدير عدة قنوات تلفزيونية بينها التلفزيون اليمني واستقال في الاونة الاخيرة من الحزب الحاكم.