قالت مصادر دبلوماسية في جوهانسبرج، أن حكومة جنوب أفريقيا لا تنوي الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية رغم قرار الحزب الحاكم اثر اعتراضات من أجهزة الدولة ووزراء في الحكومة. البشير لدى عودة طائرته لمطار الخرطوم قادمة من جنوب أفريقيا الإثنين 15 يونيو 2015 ونقلت صحيفة (ميل اند جارديان) عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة خارجية جنوب أفريقيا أن خلافا حادا نشب بين قيادات في الحكومة حول الآثار السلبية للانسحاب على سمعة جنوب أفريقيا دوليا، وقال "نعم نريد ان نراعي مقررات الحزب الحاكم ولكن هناك قضايا يجب النظر والتمعن فيها". وتابع "نحن قادة في قارة أفريقيا ، أقنعنا دول افريقية بعدم الانسحاب ولذلك هذه خطوة يجب ان تتم بالتشاور مع دول أخرى". وشدد الدبلوماسي الجنوب أفريقي على أنه لن يكون هناك اي تحرك في مايخص موضوع الانسحاب قريبا. ونوه الى ان قرار الحزب الحاكم يتحدث عن "مراجعة العضوية في المحكمة، الا أن رد الحكومة سيكون ان الانسحاب ليس فكرة جيدة في الوقت الحالي". وقال المسؤول انه حتى لو مورست ضغوط على الحكومة للانسحاب فان الأمر لا يمكن ان يتم قبل ثلاثة أعوام على الأقل. وأفاد دبلوماسي آخر ان الحكومة أخطرت أطرافا دولية بان لا نية لديها للانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية. وكان المتحدث باسم الحزب الحاكم اخبر الصحيفة أن الانسحاب هو "خطوة أخيرة" بعد استنفاذ كافة الخيارات الأخرى. وفي أواخر يونيو الماضي،أعلنت جنوب أفريقيا، تعقيبا على الجدل الذي أثارته مسألة عدم توقيفها الرئيس السوداني عمر البشير الملاحق بتهم ارتكاب إبادة، خلال زيارته جوهانسبورج، أنها تفكر في الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، المتهمة بأنها لا تستهدف إلا مسؤولين أفارقة. غير ان جنوب أفريقيا أكدت الحرص على أن لا يبقى مجرمو القارة بلا عقاب وأعلنت عن مفاوضات ستبدأ فورا لتعزيز الآليات الأفريقية المتعلقة بالقضاء الدولي. وبعد جلسة للحكومة ذكر الوزير المكلف بشؤون الرئاسة جيف رابيدي أنه "من حق أي دولة الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، المتهمة باستهداف القارة الأفريقية بغير وجه حق، شرط اخطار امين عام الاممالمتحدة بذلك، خطيا وقبل عام على الأقل". وقال، طبقا ل (فرانس برس): "إن هذا القرار لن يتخذ إلا حين تستنفد كل الخيارات المتاحة بموجب اتفاقية روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية". ولاحقا أصدر الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا توصية رسمية بالانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية. ولدى زيارته العاصمة الهندية نيودلهي الاسبوع الماضي، قال الرئيس السوداني عمر البشير،في حوار أجرته معه إحدى الصحف الهندية، أن ما أثير حول زيارته إلى جنوب أفريقيا أدى إلى عكس ما أرادوا، حيث أن الحزب الحاكم فيها بدأ في اتخاذ خطوات الانسحاب كلياً من الجنائية".