قال تحالف قوى الإجماع الوطني، المعارض في السودان، أن رئيسه فاروق أبو عيسى سيمثل التحالف في اجتماعات باريس الملتئمة الثلاثاء، بعد حرمان السلطات الأمنية السودانية،ثلاثة من قياداته من السفر للحاق بالاجتماعات، ورأى في الخطوة "انتهاكا خطيرا"، وتأكيد لامتلاك جهاز الأمن سلطات أقوى من القانون والدستور. وفد قوى "نداء السودان" عقب مشاوراته في أديس أبابا 24 أغسطس 2015 وينتظر أن تبدأ في باريس الثلاثاء اجتماعات لتحالف قوى (نداء السودان) لبحث التطورات السياسية على الساحة السودانية، والتفاكر حول أجندة الملتقى التحضيري المفترض عقده في أديس أبابا منتصف الشهر الجاري بحضور ممثلين للآلية الحوار الوطني المعروفة اختصارا ب(7+7). وقال سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، انه فوجئ بعد إكماله، اجرءات الخروج، باستدعائه من سلطات المطار وإبلاغه بأنه محظور من السفر، كما تم الاستيلاء على وثيقة السفر خاصته. وطال ذات الإجراء كل من القيادي بالحزب الشيوعي طارق عبد المجيد، ورئيسة الحزب الاتحادي الموحد جلاء الأزهري ، وهو ما دفع بكل من رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ ، ورئيس الحزب الناصري وجمال إدريس لإلغاء إجراءات سفرهما لفرنسا. وشنت قيادات المعارضة خلال مؤتمر صحفي عقد لاثنين بدار الحزب الشيوعي في الخرطوم، هجوما عنيفا على الحكومة وحزبها، كما أخذ حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي حظا من النقد والهجوم. وعد الخطيب منعهم من السفر تأكيد على عدم إيمان النظام بالحرية كقيمة وسعيه لخداع الآخرين في المرحلة السابقة من خلال السماح بقدر ضئيل من النشاط السياسي في سياق تسويقه لدعوة الحوار. وقال أن تصرف النظام تجاه قادة المعارضة والحد من تحركاتهم الخارجية ليست بالحدث الجديد ولا المعزول ويشبه سلوك النظام الذي يتحدث عن اشاعات الحريات والديمقراطية دون أن يوفي بها . واوضح أن المنع من السفر أكد سلامة موقف المعارضةٍ المتمسك بضرورة إلغاء القوانين المقيدة للحريات وبقية المطلوبات المطروحة التي قال انها تمثل أكبر ضمانة على تهيئة الأجواء لعملية التحول الديمقراطي. ودعا الخطيب كافة الجهات للعمل على إسقاط النظام الذي قال أن سياساته تشكل خطرا على البلاد، ووجه سكرتير الحزب الشيوعي انتقادات حادة الى حزب المؤتمر الشعبي واتهمه بمساندة النظام الحاكم وعدم الإيمان بالديمقراطية. وقال إبراهيم الشيخ، ان التحالف المعارض قرر تكليف فاروق ابوعيسى، الذي وصل فرنسا الإثنين، بتمثيلهم ونقل رؤيتهم ومقترحاتهم الى الجبهة الثورية، وحزب الأمة القومي ، مؤكدا أن السانحة لازالت مواتية لمناقشة القضايا المحورية والحيوية، من بينها خارطة الطريق، ووضع مواثيق عمل مع حسم القضايا العالقة بين قوى ( نداء السودان). ووصف اجتماعات باريس بأنها تنسيقية بين تحالف نداء السودان الذي يتشكل من الجبهة الثورية وقوى الاجماع الوطني وحزب الأمة للخروج برؤية موحدة حول الازمة السودانية وأوضح أنها امتداد لاعلان باريس الذي انعقد العام الماضي. واشار الشيخ، الى انه التقى وفدا من نواب الكونغرس الاميركي ونقل لهم الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة السودانية بمنع المعارضين من السفر و تقييد حركة التنقل الى جانب اهمية تحقيق السلام والحريات وايقاف الحرب في مناطق النزاعات وإطفاء الازمة الاقتصادية . وبشأن المشاركة في المؤتمر التحضيري الذي ربما يعقد منتصف نوفمبر الجاري في أديس أبابا قال الشيخ أنهم لم يتسلموا حتى الآن دعوة من آلية الوساطة الأفريقية، وقال انه حال وصولها سيتم تدارس الأمر في اجتماع التحالف. واعتبر الشيخ منع قادة المعارضة من السفر، ليس سوى محاولة يائسة كما عدها دليلا عمليا على ان النظام الحاكم يفتقر الى الجدية في الحوار، وتابع "هي ذات الأسباب التي دفعتنا لرفض المشاركة في الحوار بالداخل". وأضاف ان "الأمن السوداني بات أكثر قوة من الدستور الذي ينص على حرية التنقل" وقطع بأن موقف التحالف سيكون حاضرا بقوة في مخرجات القضايا التي ستبحثها أطراف تحالف (نداء السودان). ولفت الى أن الحكومة غير قادرة حتى على الالتزام بالدستور والقوانين التي وضعتها وإجازتها، ، وقطع بأن مؤتمر الحوار الحالي لن يخلص لأي نتائج ولن يحقق التحول الديمقراطي، وتكهن بأن يسدل الستار عليه قريبا. واتهم الشيخ، حزب المؤتمر الشعبي بتسريب ورقة البديل الديمقراطي التي صاغتها قوى الاجماع الوطني ، للحزب الحاكم . وقال ، "البديل الديمقراطي ورقة صاغها تحالف المعارضة، والامين السياسي للمؤتمر الشعبي نقل ذات الورقة إلى لجان الحوار ".