الخرطوم 4 أغسطس 2016 عززت قوات الدفاع المدني في السودان من نقاط المراقبة على امتداد نهر النيل تحسبا لذروة مبكرة للفيضان، بعد أن كشفت وزارة الموارد المائية والكهرباء عن تزايد ايراد مياه النيل بزيادة أكثر من (88%) عن العام الماضي. مواطنون ينتشلون جثة من الأوحال بعد أن جرفتها السيول غربي الخرطوم في أغسطس 2014 ودائما ما تكون ذروة فيضان نهر النيل في منتصف أغسطس من كل عام. وعقدت الحكومة على عدة مستويات خلال أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس اجتماعات متوالية لاستنفار الجهود والوقوف على وضع الخريف في ولايات البلاد. وأمر مجلس الوزراء السوداني، الخميس، بحماية مجاري السيول وترحيل ساكنيها، داعياً إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية لدرء الآثار السالبة جراء الأمطار والسيول التي تشهدها البلاد حالياً. وأجاز المجلس في اجتماعه الدوري، الخميس، برئاسة الرئيس عمر البشير تقارير حول موقف الأمطار والسيول بالبلاد. وطبقا لوزير الداخلية يوم الأربعاء فإن الأمطار الغزيزة والسيول الجارفة أدت لمصرع 76 شخصاً وانهيار مئات المنازل في 13 ولاية سودانية. وأعلن وزير الموارد المائية والكهرباء معتز موسى تزايد إيراد النيل بأكثر من 88% عن العام الماضي، مبيناً أن الموقف بالخرطوم يشير إلى ارتفاع المياه بنسبة 15.56 متر، وقال إنه لا يتوقع أن يمثل النيل خطراً "ما لم تحدث سيول بسبب هطول الأمطار". وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء عمر محمد صالح، في تصريحات صحفية، إن وزير البيئة والتنمية العمرانية حسن عبد القادر هلال أشار إلى توقعات بهطول أمطار غزيرة هذا العام، ما سيؤدي لحدوث سيول جارفة في بعض الولايات. وأوضح وزير الداخلية عصمت عبد الرحمن أن التقارير الإقليمية أشارت إلى تصاعد الأمطار خلال الخريف الحالي، مبيناً أن هناك 13 ولاية تأثرت حتى الآن جراء السيول والأمطار، بينما أكد وزير الصحة بحر أبو قردة استعداد الولايات لمجابهة الأخطار الصحية جراء الخريف، بعد أن تسلمت معيناتها الصحية المطلوبة. وتوقعت هيئة الأرصاد في بيان، الخميس، هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية في ولايات دارفور يوم الجمعة وأمطار خفيفة إلى متوسطة في ولايات البحر الأحمر، الشمالية، الخرطوم وشمال كردفان، وهطول أمطار متوسطة إلى غزيرة في ولاية نهر النيل. من جانبه كشف مدير إدارة الدفاع المدني بالولاية الشمالية العقيد إبراهيم طه الشوش، تخطي مناسيب النيل لهذا العام لارتفاع عامي 1946 و1988 القياسيين. وقال الشوش الذي يتولى مهام مقرر اللجنة العليا لدرء السيول والفيضانات بالشمالية، لتلفزيون الشروق، إن محطة دنقلا سجلت الخميس ارتفاعاً أعلى من المعدلات سابقة. وتفقد مسؤولون قوات الدفاع المدني خاصة وحدة الإنقاذ المدني المنتشرة على ضفاف النيل وارتكازات الهشاشة بمختلف مناطق الولاية الشمالية. ودعا الشوش المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر والحفاظ على الأرواح والممتلكات، وأشار إلى أن قوات الدفاع المدني في كامل جاهزيتها لمراقبة ومتابعة النيل ومناطق الهشاشة. وتجاوزت مناسيب نهر النيل بالسودان فى يوليو المنصرم معدلات أحد أعتى الفيضانات التي ضربت البلاد في العام 1988، حيث قتل حينها عشرات الأشخاص وفقد نحو مليوني شخص منازلهم بعد فيضان نهر النيل في شمال ووسط البلاد.
