الخرطوم 1 نوفمبر 2016 أقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الثلاثاء، قائد قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب السودان بعد نشر تقرير عن عجز هذه القوات عن حماية المدنيين خلال اعمال عنف وقعت في يوليو في جوبا. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يصافح رئيس جنوب السودان سلفا كير في القصر الرئاسي بجوبا 25 فبراير 2016 (صورة من UNMISS) وقال الناطق باسم بان كي مون، ستيفان دوجاريك، إن الامين العام للمنظمة الدولية طلب تغيير قائد قوة الاممالمتحدة في جنوب السودان فورا. وأكدت الأممالمتحدة في تقرير وضع بعد تحقيق أن جنود حفظ السلام التابعين لها في جنوب السودان ردوا بشكل "فوضوي وغير فعال" على أعمال العنف التي وقعت في يوليو في جوبا ولم يؤمنوا حماية للمدنيين من اعتداءات جنسية. كما أن بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان "أخفقت في التصدي" لهجوم 11 يوليو لجنود من جنوب السودان على فندق يقيم فيه موظفون في منظمات دولية. وأظهر تحقيق للأمم المتحدة في وقت سابق اليوم الثلاثاء، أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقاعست في الاستجابة لصد هجوم لقوات حكومية بجنوب السودان على مدنيين في فندق تيران في العاصمة جوبا في شهر يوليو الماضي، والذي يبعد أقل من ميل عن مجمع تابع للأمم المتحدة. ففي الثامن من يوليو الماضي إندلع القتال بين قوات الرئيس سلفاكير وحرس رياك مشار، والذي أودى بحياة أكثر من 300 شخصاً، وأسفر عن هروب المقاتلين الموالين لمشار من العاصمة جوبا. وخلص التحقيق إلى أن البعثة لم تستجب بالشكل الفعال للعنف، وأرجع ذلك إلى الغياب العام للقيادة والاستعدادات والتكامل بين مختلف مكونات البعثة. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك، الثلاثاء، إن التحقيق الخاص وجد أيضا أن تدابير القيادة والتحكم كانت غير كافية. وذكر تحقيق الأممالمتحدة "هذه العوامل ساهمت في فشل بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان في الاستجابة لهجوم جنود الحكومة على مخيم تيرين في الحادي عشر من يوليو، وحماية المدنيين المعرضين للتهديد،ولم يتمكن التحقيق الخاص من التحقق من ادعاءات فشل حفظة السلام في الاستجابة لأعمال العنف الجنسي المرتكبة أمامهم مباشرة في السابع عشر والثامن عشر من يوليو". وأضاف أن بعثة الأممالمتحدة واجهت مجموعة من الظروف بالغة الصعوبة، وعلقت في الخطوط الأمامية لصراع عنيف. وخلال ثلاثة أيام من القتال، وفقا لبعض التقديرات المتحفظة، قتل ثلاثة وسبعون شخصا على الأقل من بينهم أكثر من عشرين مشردا داخليا في مواقع حماية المدنيين. كما قتل جنديان من قوات حفظ السلام، وأصيب آخرون. وتعرض مئة واثنان وثمانون مبنى في مجمع الأممالمتحدة لإطلاق النيران وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحفي الثلاثاء "يشعر الأمين العام بالأسى العميق إزاء تلك النتائج. ويجدد الإعراب عن غضبه بشأن أعمال العنف المرتكبة في جوبا في شهر يوليو، والاستمرار في خيانة الكثيرين من قادة جنوب السودان للشعب". وتابع "يقر الأمين العام بأن بعثة الأممالمتحدة أنقذت مئات آلاف الأرواح خلال الأعوام الثلاثة الماضية بما في ذلك في مواقع حماية المدنيين التابعة لها، ويشيد بأفراد البعثة لتفانيهم. ولكنه يشعر بالقلق إزاء القصور الخطير، الذي حدده التحقيق الخاص، والذي بدا واضحا في فشل البعثة في التطبيق الكامل لولايتها المتمثلة في حماية المدنيين وموظفي الأممالمتحدة أثناء القتال". وأوضح دوجاريك أن الأمين العام درس التوصيات التي قدمها التحقيق، ويعتزم تطبيقها. وأضاف أن أمين عام الأممالمتحدة سيضمن اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لتمكين البعثة من حماية المدنيين بشكل أكثر فعالية، من خلال أمور منها المساءلة الأكبر لقيادة البعثة المدنية والعسكرية. وكان الأمين العام أعلن في شهر أغسطس تكليف الهولندي باتريك كاميريت برئاسة التحقيق الخاص المستقل في أعمال العنف التي وقعت في عاصمة جنوب السودان جوبا في يوليو 2016، واستجابة الأممالمتحدة لتلك الأعمال. وانتقدت منظمة العفو الدولية في أكتوبر الماضي قوات حفظ السلام ووصفت استجابتها لأعمال العنف "بالمحبطة" وزادت "إن اليونيمس فشلت في حماية المدنيين من القتل والاغتصاب".، وقالت"إن قوات الأممالمتحدة فشلت في حماية المدنيين ووقفت مكتوفة الأيدي بينما يقتل ويغتصب المدنيون". وتجددت الحرب وهددت بانهيار اتفاق السلام الذي وقع في أغسطس عام 2015 لإنهاء 21 شهرا من الحرب الأهلية التي بدأت في ديسمبر 2013، وأدى القتال إلى أزمة إنسانية حيث غادر الألاف المواطنين جوبا.