الخرطوم 27 نوفمبر 2016 دخلت العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، أول أيام العصيان المدني المعلن من قبل ناشطين، ووجدت دعوة العصيان استجابة لدى المواطنين بنسب متفاوتة في أحياء مدن الخرطوم الثلاثة. احد الشوارع الرئيسية بالخرطوم في أول يوم للعصيان المدني الأحد 27 نوفمبر 2016 وكانت أحزاب سياسية معارضة وحركات مسلحة أعلنت انضمامها لحملة العصيان المدني في السودان التى اطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين المشاركة بكامل عضويتهم في العصيان. وشهدت بعض أحياء المدينة حركة خفيفة في الشوارع والمؤسسات التعليمية، على عكس ما هو معتاد في يوم الأحد، أول أيام الأسبوع، بينما تركزت كثافة الحركة في وسط الخرطوم. ولم تتأثر حركة المواصلات العامة بالعصيان، حيث كان ملاحظا تواجدها في المحطات العامة الرئيسية والفرعية، رغما قلة مستخدميها. وجاءت الدعوة للعصيان المدني بعد احتجاجات متواصلة، على محدوديتها، ضد قرارات إقتصادية قاسية قضت برفع الدعم الحكومي عن الوقود والكهرباء والدواء وتحرير جزئي لسعر صرف الدولار. ويوم الجمعة اضطرت الحكومة للتراجع عن قائمة أسعار جديدة للدواء وقرر الرئيس عمر البشير اعفاء الأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم، في محاولة لامتصاص الاستياء الكبير في الشارع من غلاء الدواء. وتأثرت الجامعات والمدارس بشكل أكبر بالعصيان وخلت من الطلاب، وشهدت حركة المرور في وسط الخرطوم حركة أقل من المعتاد باعتبار أن الأحد هو أول يوم في الأسبوع ودائما ما كان يشهد كثافة في الحركة. وتأخر الطابور المدرسي في أكثر من مدرسة عن موعده الثامنة صباحا بسبب عدم حضور الطلاب واضطرت مدارس لإلغاء اليوم الدراسي بسبب كثرة الغياب، بينما خلت مدارس أخرى من الطلاب. وقال أستاذ بمدرسة حكومية جنوبي الخرطوم "إن بعض الأهالي منعوا أبناءهم من الحضور للمدرسة لكن النسبة الأكبر حضرت"، وزاد "لقد وصل عدد الطلاب في يوم العصيان أكثر من 80%". وقال طالب جامعي وجدته "سوان تربيون" أمام مدخل جامعة السودان "إن بعض الناس بالخارج اطلقوا إشاعة العصيان لذلك غاب الطلاب". وأفاد سائق سيارة تجارية في موقف "جاكسون"، أكبر محطات المواصلات وسط الخرطوم "أن الشوارع خالية كأنه يوم عطلة". وزاد "لقد ذهبت من المحطة الوسطى الخرطوم حتى أمدرمان وعدت في 10 دقائق، وهو ذات المشوار الذى كان يستغرق ساعة". وكان واضحا أغلاق كبير لمعظم الصيدليات والمكتبات، أما البقالات ومحال الخضراوات هي الاكثر عملاً. لكن الكثير من المحال التجارية في الرئيسية حول الخرطوم شوهدت مغلقة الأبواب. وتناقضت الروايات بين أنصار الحكومة ودعاة العصيان، ونشر الناشطون صورا لشوارع في المدينة تبدو خالية من المارة في الصباح وقت الذروة مقابل صور تظهر اكتظاظا للسيارات بالشوارع. وعمدت القنوات التلفزيونية المحسوبة على الحكومة إلى نقل مباشر لحراك المواطنين في الشارع والمؤسسات الحكومية لتؤكد فشل العصيان. وتصدرت صفحات بعض صحف الخرطوم الصادرة الأحد تصريحات لمسؤولين حكومين يستخفون بدعوات العصيان ويقللون من تفاعل الشعب السوداني معها. وعنونت صحيفة "الرأي العام" في صدر صفحاتها قول مساعد الرئيس السوداني ابراهيم محمود "الشعب أوعى من أن يستجيب لدعوات الواتساب"، بينما تصدر صحيفة "آخر لحظة" عنوان للحزب الحاكم يسخر من دعوة للعصيان والشرطة تحذر. وأوردت صحيفة "اليوم التالي"، تصريح كبير مساعدي الرئيس الاسبق نافع على نافع، قائلا "دعوات الاعتصام ستضاف إلى خيبات المعارضة"، وكتبت صحيفة "الصيحة" في عنوانها الرئيس "الرئاسة: من يدعون للعصيان مخربون لن يستجيب لهم الشعب". وعنونت صحيفة (السوداني) "الوطني: الشعب واع ولن يستجيب لدعوات العصيان المدني"، كما كتبت (المجهر) "مساعد الرئيس: أنا على ثقة بعدم استجابة الشعب للعصيان".