الخرطوم 3 نوفمبر 2017 كشف السودان أنه دخل في مفاوضات مع شركة نرويجية لبناء محطة للطاقة الشمسية هي الأكبر في البلاد، في خطوة يرى الخبراء أنها ستعمل على إنعاش اقتصاد الدولة المنهك. مبارك الفاضل المهدي (سودان تربيون) ومن الواضح أن رفع العقوبات الأميركية عن الخرطوم بشكل رسمي قبل أيام، فتح شهية السودان لعقد شراكات جديدة وجذب المزيد من الاستثمارات من أجل إعادة عجلة الاقتصاد إلى الدوران مجددا. وقال وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل لرويترز إن بلاده تجري محادثات مع سكاتك سولار النرويجية لإقامة أكبر مزارعها للطاقة الشمسية، وذلك بعد رفع عقوبات تجارية أميركية كانت مفروضة على البلاد في أكتوبر الماضي. وأوضح الوزير في المقابلة أن وفدا سودانيا برئاسته اجتمع مع مسؤولي سكاتك سولار الأسبوع الماضي، خلال قمة للأعمال عقدت في العاصمة النرويجية أوسلو حيث جرى بحث المزرعة الشمسية المحتملة البالغ الحد الأدنى لقدرتها الإنتاجية 400 ميغاوات. وقال الفاضل "دعوناهم إلى المجيء لمناقشة اتفاق تقاسم الكهرباء ولقد أبلغناهم بأننا لا نسعى لمشاريع صغيرة. قالوا إن البداية الأولى لهم قد تبلغ 400 ميغاوات". وأوضح أن قدرة إنتاج الكهرباء في البلاد التي تقل عن ثلاثة آلاف ميغاوات بقليل، غير كافية لتلبية الطلب في البلاد وأن الكهرباء تصل إلى نحو 40 بالمئة فقط من سكانه وأن بلاده تريد إنتاج المزيد من الكهرباء. وقال إنه "بالنظر إلى نمو الطلب، نحتاج على الأقل إضافة خمسة آلاف ميغاوات جديدة في البلاد"، مؤكدا أن الطاقة المتجددة هي المفضلة للسودان في الوقت الحالي، تماشيا مع انسياق دول العالم نحو العمل بهذا النوع من الطاقة. وأكد أنه إذا تم المشروع، فإن المزرعة الشمسية البالغة قدرتها 400 ميغاوات قد تتكلف نحو 450 مليون دولار وأن السودان مستعد لتسليم اتفاق شراء الكهرباء إلى سكاتك سولار، آملا في إقامة المحطة وتشغيلها في غضون عام من إبرام الاتفاق. وامتنع ريموند كارلسن الرئيس التنفيذي لسكاتك سولار عن التعقيب على مباحثات الشركة مع السودان. ولم يفصح الفاضل عن تفاصيل أخرى حول المشروع الذي يتوقع أن يحقق عوائد كبيرة للدولة التي تعاني من شح في السيولة النقدية وخاصة العملة الصعبة، ولفت إلى أن السودان يتطلع إلى تطوير توليد الكهرباء من الرياح أيضا. وقال الفاضل "أجرينا مناقشات مع شركات دنماركية بشأن طاقة الرياح قبل مجيئي إلى أوسلو، وقد اجتمعت معهم وسيأتون مع مستثمرين سودانيين في الفترة المقبلة إلى الخرطوم وهم يفكرون في البدء بتوليد الكهرباء من الرياح بقدرة 280 ميغاوات". وتوليد الكهرباء باستخدام الغاز كوقود يمثل بديلا، وذلك في الوقت الذي يكافح فيه السودان لتأمين المزيد من الكهرباء للقطاعين الزراعي والصناعي بهدف تعزيز الإنتاج والاستفادة من التجارة العالمية بعد أن تحررت البلاد من العقوبات.