الخرطوم 29 يناير 2018 أقر زعماء السودان ومصر وإثيوبيا خلال قمة بأديس أبابا، الإثنين، تكوين لجنة من وزراء الخارجية والري ومديري الأمن والمخابرات في البلدان الثلاثة لمتابعة القضايا وتبادل المعلومات. البشير يتوسط ديسالين والسيسي في مراسم توقيع اتفاق سد النهضة بالخرطوم الإثنين 23 مارس 2015 وكان لافتا خروج القادة الثلاثة من جلسة مباحثات بفندق راديسون بلو على هامش القمة الأفريقية حول سد النهضة، وهم رافعين أياديهم متشابكة في إشارة لإنهاء حالة التوتر على غرار نهاية اجتماع عقد بالخرطوم في 23 مارس 2015 والتوصل الى اتفاق تفاهم حول السد. واتفق الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين على تكوين لجنة من وزراء الخارجية ومديري الأمن والمخابرات في البلدان الثلاثة لمتابعة كل القضايا الثنائية وحلها، وتبادل المعلومات حتى لا تصل المعلومات مغلوطة الى أي من الدول الثلاث. وبحسب وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، فإن اللجنة أضيف إليها وزراء الري في الدول الثلاث وطلب منها أن ترفع أي قضية تكون هناك حاجة لرفعها للزعماء الثلاثة وأن تعمل كلجنة فنية سياسية لحل كل القضايا المختلفة خلال شهر. وقال غندور في تصريح صحفي "الزعماء تحدثوا بروح إيجابية جدا وكلفوا الوزراء المعنيين في اللجنة السياسية الأمنية بعقد اجتماعات دورية". كما اتفق البشير والسيسي وديسالين في قمتهم على إنشاء صندوق مشترك بمشاركة الدول الثلاث بمساهمة متساوية. وأوضح غندور للصحفيين أن الصندوق يعمل على تنمية البلدان الثلاث خاصة فيما يتعلق بالتواصل بالطرق والسكة الحديد وغيرها لتسهيل عملية تنقل المواطنين والبضائع. وأضاف غندور فيما يتعلق بقضية سد النهضة "تم التأكيد على أن السد هو سد إثيوبي ولكن يجب أن يكون لمنفعة الدول الثلاث ويجب أن لا يتأثر السودان ومصر من نقص في المياه أو أي آثار جانبية آخذين في الاعتبار اتفاق إعلان المبادئ الثلاثي الموقع في الخرطوم الذي أشار لكل هذه القضايا بصورة واضحة". وأكد أن "هناك أمران الأول هو ملء السد والثاني تشغيله وأن هذين الأمرين يجب الاتفاق عليهما حتى لا يتأثر بذلك السودان ومصر". وأضاف وزير الخارجية أن عملية ملء البحيرة لم تتم مناقشتها كما لم يتم التطرق لوساطة البنك الدولي. وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة، على حصتها السنوية من مياه النيل التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب، بينما يؤكد الجانب الأثيوبي أن سد النهضة سيمثل نفعا لها خاصة في مجال توليد الطاقة، كما أنه لن يمثل ضررا على دولتي المصب. ويقع السد على النيل الأزرق، على بعد حوالي 20 كلم من الحدود السودانية، وتبلغ سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب، وينتظر أن يولد طاقة كهربائية تصل إلى 6000 ميغاواط. وأشار غندور إلى أن "الرؤساء اتفقوا على مناقشة كل القضايا بروح الكيان الواحد بالرغم من أنهم يمثلون ثلاث دول ولكنهم يمثلون كيانا شعبيا يرتبط بعلاقات الدم والتاريخ والمصير المشترك". ووصف الاجتماع بأنه كان "أخويا وإيجابيا". وقبل هذه القمة عقد الرئيس البشير لقاءين منفصلين مع السيسي وديسالين.