قال السفير البريطاني في الخرطوم المنتهية فترته، مايكل أرون، إن احتجاز الحكومة لقادة المعارضة والناشطين دون تهمة أو محاكمة ليس سبيلا للتعامل مع القضية. سفير المملكة المتحدة لدى الخرطوم مايكل آرون وتعتقل السلطات الأمنية في السودان منذ أسابيع قيادات في المعارضة وناشطين وصحفيين على خلفية احتجاجات انتظمت مدن الخرطوم وعدد من الولايات بسبب تردي الوضع الاقتصادي. وأشار أرون في مكتوب سطره بمناسبة انتهاء فترة عمله بالسودان، أطلعت عليه (سودان تربيون) إلى أن الحكومة بدأت في تنفيذ بعض الإصلاحات الاقتصادية "الصعبة جدا" ولكنها ضرورية، قائلاً إن تأثير الإصلاحات على المواطنين شديدا، مما دفع البعض إلى ممارسة حقهم في الاحتجاج سلميا. وأضاف " جادلت بقوة في القطاعين العام والخاص بأن احتجاز القادة السياسيين والناشطين دون تهمة أو محاكمة ليس هو السبيل للتعامل مع هذه القضية، وآمل كثيرا أن يتم الإفراج عن هؤلاء المحتجزين في وقت قريب جدا ". وأوضح أرون أن علاقة بلاده مع السودان باتت في مكان مختلف، مضيفاً "حوارنا الاستراتيجي راسخ، ونحن قادرون على إجراء مناقشات بناءة حول القضايا الصعبة، بما في ذلك حقوق الإنسان". ورأى الدبلوماسي البريطاني أن التقدم المحرز في عملية السلام محدودا، لكنه قال إن الحكومة والجماعات المسلحة ملتزمين بوقف إطلاق النار الذي أعلنا عنه. وأضاف "آمل أن يكون عام 2018 هو العام الذي يتم التوصل فيه إلى اتفاقات سلام في كل من دارفور والمنطقتين". وشدد على أن التحدي القادم سيكون التحضير لعقد انتخابات حرة ونزيهة في عام 2020، مما يتطلب إحراز تقدم في خارطة طريق الاتحاد الأفريقي. وأبدى اعتقاده بأن الأطراف المختلفة في السودان قادرة على الجلوس معاً والاتفاق على طريق يؤدي إلى عودة الديمقراطية إلى هذا البلد. وقال إن مناقشاته مع عدد لا يحصى من المواطنين السودانيين تشير إلى أن ذلك هو ما يريده الشعب السوداني. وتابع "إذا كان يمكن للسودان أن يجتمع بهذه الطريقة، كل شخص يعمل بجد في مصلحة البلاد ككل، أنا مقتنع بأن مستقبل البلاد سيكون مشرق".
