الخرطوم 7 يونيو 2018 قال وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود إن النازحين في المخيمات بدارفور غير راغبين في الوجود الحكومي وخاصة قوات الشرطة بالرغم من أنها أصبحت ملجأ للخارجين عن القانون. غضب واسع وسط نازخي مخيم ( 5 دقائق) بعد الهجوم الدامي وأكد الوزير، في رده على مسألة مستعجلة بالبرلمان حول أحداث المعسكر يوم الخميس، استقرار الأوضاع في معسكر "خمسة دقائق" في زالنجي بولاية وسط دارفور عقب الأحداث التي تعرض لها في 21 مايو الماضي. ولقيت امرأة مصرعها وأصيب آخرون بجراح إثر احتكاكات بين قوة تابعة لقوات الدعم السريع ونازحين بمخيم "خمسة دقائق". وقال وزير الداخلية إن معسكر "خمسة دقائق" من أكبر المعسكرات في زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، فضلاً عن معسكري الحمدية والحصاحيصا. وتابع قائلا "هذه المعسكرات غير راغبة بالوجود الحكومي داخلها خاصة قوات الشرطة". وأشار الى أهمية وجود قوات داخل المعسكر لحفظ الأمن والاستقرار، مؤكداً دعم الوزارة للولاية لتأمين مناطق العودة الطوعية. وقال إن حادثة معسكر "خمسة دقائق" كانت عابرة أشعل شرارتها بعض الذين حاولوا استغلال المواقف مع دخول القوات، مضيفاً أن قوات الشرطة ستظل دوماً على استعداد لتأمين المواطنين وممتلكاتهم وتؤدي واجباتها وفق مسؤولياتها الدستورية والقانونية. وأضاف أن هذه المعسكرات أصبحت ملجأ المتفلتين والمجرمين والخارجين، مشيراً إلى أن النازحين تضرروا كثيراً من هذه الوضعية لأن المجرم الذي يرتكب جريمة لا تصل إليه أيدي العدالة. وأوضح أن معسكر "خمسة دقائق" يفتقر للتخطيط العمراني الذي يؤدي لسهولة إنسياب الحركة داخل المعسكر، وقال إنه "أثناء عبور قوة من قوات الدعم السريع تستغل خمسة سيارات "لاندكروزر" تتبع لغرب دارفور ضلت طريقها ودخلت في طريق فرعي داخل المعسكر وتجمهر حولها عدد من المتفلتين من داخل المعسكر ورشقوها بالحجارة". وأضاف أن "القوة لم تستطع الانسحاب وأطلق بعض أفرادها أعيرة نارية في الهواء لفك التجمهر ما أدى لإصابة امرأة شاع وسط المتجمهرين موتها، ما أثار حفيظة المعسكر وخرج النازحون في مظاهرات وأحرقوا أعداد كبيرة من الإطارات ورشقوا السيارات بالحجارة". وأبان أن الشرطة تدخلت لتفريق المتظاهرين وتأمين المناطق الاستراتيجية والهامة بالولاية، وأكد إصابة ستة مواطنين وستة من عناصر الشرطة اصابات متفاوتة جراء الحادثة. وأفاد أن "مضابط الشرطة لم تسجل إلا حالة وفاة للمرأة التي أصببت داخل المعسكر والتي توفيت بعد خمسة أيام من إصابتها بمستشفى الخرطوم". وأشار الى أن والي وسط دارفور بالإنابة رئيس لجنة أمن الولاية كون لجنة لتقصي الحقائق برئاسة وكيل النيابة الأعلى وعضوية الأجهزة الأمنية والعدلية. وذكر أن الإفادات الأولية للجنة بعد استجواب شهود العيان وأطراف الحادث وزيارة المعسكر ومعاينة الطريق ودخول قوات الدعم السريع، أن القوة التابعة لقوات الدعم السريع ضلت الطريق وبعد دخولها للمعسكر تجمع النازحون وأغلقوا الطريق أمامها ورشقوها بجذوع الأشجار والحجارة الكبيرة، بجانب أن بعض أفراد القوة أفادوا بأنهم سمعوا اطلاق نار ما دفعهم لإطلاق أعيرة نارية لتفريق المتجمهرين. وقال الوزير إن قوات الشرطة كانت من الواصلين لمكان الأحداث وأسعفت المصابين وإعادت الحياة الى طبيعتها داخل المعسكر وألقت القبض على المتسببين في الشغب. وأبان أنه فور انتهاء اللجنة من أعمالها سيتم اتخاذ الإجراءات الجنائية بمعاقبة كل متسبب في هذه الأحداث.