الخرطوم 8 نوفمبر 2018 قال مسؤول في جهاز الأمن والمخابرات السوداني إن بلاغا جنائيا فتحته نيابة أمن الدولة في مواجهة المعارض محمد حسن عالم بوشي، تصل عقوبة بعضها للإعدام، ما يؤكد أن السلطات المصرية سلمته للخرطوم. محمد حسن عالم البوشي ومنذ أكتوبر الماضي اختفى بوشي الذي ينتمي لحزب البعث العربي الاشتراكي عن مقر سكنه في القاهرة وراجت معلومات تفيد بأن مصر سلمته للسلطات الأمنية السودانية. وعدّ المتحدث باسم حزب البعث العربي الاشتراكي محمد ضياء الدين في تصريح ل "سودان تربيون"، الخميس، ما دونه مسؤول الإعلام بجهاز الأمن محمد حامد تبيدي بشأن تقييد تهم في مواجهة بوشي دليلا آخر على أنه في قبضة الجهاز. ودون تبيدي على حسابه بفيسبوك الأربعاء قائلا: "قيّد جهاز الأمن والمخابرات الوطني أمس بلاغا جنائيا لدى نيابة أمن الدولة في مواجهة المتهم محمد حسن عالم الملقب بالبوشي وذلك تحت المواد (50/51/53/64/66/69/77)". ويتعلق بعض هذه المواد من القانون الجنائي السوداني بتهم (التجسس، إثارة الحرب ضد الدولة، نشر الأخبار الكاذبة وإثارة الكراهية ضد الطوائف). كما قيد الأمن طبقا لتبيدي بلاغات ضد المعارض تحت للمواد (11/14/17) من قانون جرائم المعلوماتية (إشانة السمعة، الآحتيال وإنتحال صفة الغير)، وفق عريضة من الإدارة القانونية بالجهاز تضمنت تفاصيل الاتهامات وشواهدها. وقال المتحدث باسم حزب البعث العربي الاشتراكي إن الحزب ليس لديه تأكيد حتى الآن بأن السلطات المصرية سلمت بوشي للأمن السوداني، لأنه لا يوجد أي شخص التقاه حتى الآن. وتابع "ليس لدينا معلومات سوى اتصال الأمن بوالدة بوشي وطلبه ملابس له، والآن ما كتبه تبيدي". وطلب محمد ضياء من جهاز الأمن تقديم بوشي لمحاكمة عادلة أو إطلاق سراحه فورا، وقبل ذلك أن يسمح لأسرته ومحاميه بمقابلته. ونشط بوشي الذي اختار القاهرة منفى له بعد تعرضه للاعتقال بالسودان في بث مقاطع مصورة يهاجم فيها سياسات الحكومة السودانية، كما اشتهر في السابق بتوجيهه انتقادات عنيفة للقيادي الإسلامي نافع علي نافع خلال ندوة في جامعة الخرطوم شتاء العام 2012. ويشكل اعتقال الأجهزة المصرية لبوشي وتسليمه للأمن السوداني سابقة رغم المضايقات التي تعرض لها معارضون وناشطون أخيرا، لكنها لم تصل حد تسليم المناوئين لحكومة الخرطوم. وكانت مصر قد منعت رئيس تحالف "نداء السودان" وزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي من دخول أراضيها لدى عودته إلى القاهرة من برلين أول يوليو الماضي. كما طلبت السلطات المصرية من الناشط بجبال النوبة ضحية سرير توتو في سبتمبر الفائت الإمتناع عن الكتابة ضد النظام السوداني، ووجهت له تحذيرا لهذا السبب.
