الخرطوم/ منسك 10 أكتوبر 2018 اتفق السودان وبيلاروسيا، الإثنين، على تعزيز التعاون في مجالات التعدين والبترول فضلا عن تبادل فتح السفارات بالخرطوم ومنسك. البشير والرئيس البيلاروسي الخرطوم يناير 2017 (صورة من سونا) ووصل البشير يوم الأحد الى منسك عاصمة بيلاروسيا على رأس وفد رفيع المستوى تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الكساندر لوكشنكو لبحث سبل تعزيز وتطوير علاقات التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين. وبحث الجانبان خلال مباحثات في قصر الاستقلال بمنسك سبل ترقية التعاون الاقتصادي بين البلدين خاصة في مجال تصنيع الآليات الزراعية والتعاون في مجال الثروة الحيوانية. وأشاد البشير بالعلاقات القوية التي تربط بين السودان ودولة بيلاروسيا والتي وصفها بالدولة الصديقة، بينما قال الرئيس البيلاروسي إن علاقة بلاده بالسودان "ممتازة". وقالت وكالة الأنباء الرسمية لبيلاروسيا (بيلتا) إن الرئيس البشير أكد نمو وتقدم العلاقات بين البلدين خاصة بعد الزيارة التي قام بها الرئيس البيلاروسي للسودان موضحا أن للبلدين مصالح مشتركة في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية أيضا. وأشارت الى أن الرئيس السوداني نوه إلى أن من نتائج تلك الزيارة قرار السودان بافتتاح سفارة سودانية في بيلاروسيا وأشاد بالدعم الذي ظلت تقدمة بيلاروسيا للسودان في المنظمات الدولية والمحافل العالمية. وعقد البشير والوفد المرافق جولة مباحثات مع الجانب البيلاروسي بقيادة لوكشنكو في مدينة منسك أكدا خلالها تقديم الدعم لبعضهما البعض في المحافل الدولية بما في ذلك الأممالمتحدة وعدم الانحياز. وقال بيان صدر عقب المفاوضات وتوقيع العديد من الاتفاقيات إن البلدين أمنا على أهمية التعاون التجاري والاقتصادي والصناعي والزراعي والتعدين. وقال البيان وفقا للوكالة إن الجانبين أشارا الى تمديد مجالات التعاون في مجالات التعدين والبترول وتدريب السودانيين في المجالات التي تنفذ فيها العقود والاتفاقيات. وقال الرئيس البلاروسي إن بلاده والسودان يهدفان الى توطيد علاقات اقتصادية متقدمة، وأضاف "ما نريده هو علاقات اقتصادية متعددة الجوانب ومتقدمة وليس فقط تبادل للبضائع. لذلك ولهذه الأهداف تبنينا مقاربة تقوم على اقامة المشاريع فيما يختص بالتصدير للسودان"، مؤكدا ان المقاربة المبنية على اقامة المشروعات عوضا عن تبادل البضائع مفيدة للجانبين. وأشار الى الموقع المميز لكل بلد في منطقته والى الموارد الضخمة التي يملكانها واصفا السودان بأنه جسر بين العرب والقارة الأفريقية وأنه بوابة الى أفريقيا وأن بلاده بيلاروسيا تربط بين أوروبا وآسيا، "بهذا الفهم يمكن للبلدين أن يقدما الكثير لكل منطقة". وقالت أن الرئيس البشير أشار الى أنه سيرعى تنفيذ الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين مؤكدا أن البلدين يتشاركان في وجهات النظر في كثير من القضايا الاقتصادية والسياسية. وأعلن الرئيس البيلاروسي أن بلاده تستعد لافتتاح سفارة لها بالسودان مثلما فعل السودان الذي افتتح سفارة في بيلاروسيا. وقال لوكاشنكو "يمكنني التأكيد بأن مباحثاتنا كانت مثمرة والتعاون بين بلدينا يتطور الى الأمام وخلال ال 18 شهرا الماضي حدثت تطورات كبيرة ويظل السودان شريكا مهما يعتمد عليه". وتأتي زيارة البشير لبيلاروسيا في اطار الاهتمام المشترك بالعلاقات بين البلدين التي تشهد تطوراً مضطرداً تقوده اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون الاقتصادي ولجنة التشاور السياسي. وكان الرئيس قد زار بيلاروسيا في يوليو 2004، بينما زار لوكاشينكو السودان في يناير 2017. ورافق البشير عدد من الوزراء ورجال الأعمال وممثلون لاتحاد أصحاب العمل. وبحسب السفير فوق العادة البيلاروسي للسودان سيرخي راشكوف فإن البلدين وقعا عقودا بقيمة 250 مليون دولار خلال زيارة البشير إلى منسك. وأشار السفير إلى أنه خلال اليومين الماضيين وقع الجانبان 17 وثيقة لا تقتصر فقط على اتفاقيات ومعاهدات ولكن أيضا عقودا بأرقام ومواقيت محددة. من جانبه أشار رئيس غرفة التجارة والصناعة البيلاروسية فلاديمير أولاخوفيتش إلى أن التعاون بين البلدين يتطور بشكل متسارع. وغطت الاتفاقيات 4 مجالات رئيسة تشمل تصنيع وتركيب الآليات والزراعة وإنتاج الألبان والشتول والخضروات باستخدام أحدث التقانات البيلاروسية والتعدين بالاشتراك مع الشركات السودانية. ونقلت الوكالة عن الرئيس البيلاروسي أنه سيتم تنفيذ هذه الاتفاقيات والعقود فورا بين البلدين، مشيرة إلى إصداره توجيهات فورية للوزراء المعنيين بالتطبيق الفوري.