لمز الرئيس السوداني عمر البشير من قناة حلفائه السابقين غازي صلاح الدين ومبارك الفاضل قائلا "إنهم درجوا على القفز من المركب كل مرة بحسبان إنها أوشكت على الغرق". البشير سخر من الحديث عن قرب اسقاط النظام ..الخميس 3 يناير 2019 (سودان تربيون) وسحبت حركة (الإصلاح الآن) ممثليها في البرلمانات التشريعية وأعلنت انحيازها لمطالب الشعب السوداني المنادية بتغيير النظام، كما سحب رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل ممثله الوحيد في الجهاز التنفيذي لذات السبب، وتواثق الرجلان مع قوى حزبية أخرى على صياغة مذكرة للرئاسة تدعو البشير لتسليم السلطة الى مجلس سيادة يتم بعدها تشكيل حكومة انتقالية لأربع سنوات. وسخر البشير الذي كان يتحدث الخميس الى حشد من النقابات العمالية والمهنية المعترف بها من الحكومة ممن ظنوا أن الحكومة "سقطت" وأن القارب سيغرق فسارعوا الى القفز منه. وأضاف" هي ليست المرة الأولى التي يقفزوا.. نحن لا نريد مثل هؤلاء . نريد من يثبت في أوقات الشدة ليكون معنا عندما تهدأ الأمور". يشار الى أن غازي صلاح الدين كان من قيادات المؤتمر الوطني لكنه انسلخ منه في أعقاب مطالبته بإصلاحات حزبية في أعقاب احتجاجات اندلعن خلال العام سبتمبر 2013، وقرر الحزب معاقبته بالفصل فغادر بمعية آخرين وشكل حركة باسم "الإصلاح الآن" التي التحقت في العام 2014 بمبادرة الحوار الوطني وما لبث أن رفض الاستمرار فيها لبعض الوقت قبل أن يعود للانضمام اليها قبل أسابيع معدودة من ختامها وجرى تبعا لذلك تمثيل مندوبين عن الحركة في البرلمانات القومية والولائية. واعترف البشير مجددا بمواجهة بلاده أزمات اقتصادية حادة نتجت عن حصار متطاول لأكثر من عشرين عاما، ورغم ذلك ظل السودان صامدا لا يستجيب للإملاءات حسب قوله. وأضاف " كان يمكن أن نسلك الطريق السهل والقريب بأن نبيع استقلالنا وقرارنا وكرامتنا بحفنة دولارات ...لكن البلد أعز من أن تباع بدولارات من أجل وقود أو قمح". وجدد الرئيس السوداني انتقاده لأعمال التخريب التي صحبت الاحتجاجات الأخيرة في مدن ولائية متهما العابثين بالأمن باتباع تعليمات من مخابرات وسفارات. دون أن يفصح عن تفصيل. وأضاف" المظاهرات السلمية ليست تخريبا وحرقا وتدميرا، وما يحرقونه تم بناءه بأموال الشعب السوداني، وسيعاد بناءه بأموال الشعب". وأحرق متظاهرون في مدن عطبرة والدامر والقضارف مقار لحزب المؤتمر الوطني الذي يرأسه البشير كما طالت نيران الغاضبين مقار حكومية في عدة مدن. لكن الاحتجاجات التي شهدتها الخرطوم في أواخر ديسمبر الماضي لم تشهد أي أعمال تخريب أو اعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، ومع ذلك استهدفتها قوى الأمن بعنف مفرط وسقط خلالها جرحى بالرصاص إثر إصابات مباشرة في الرأس والساق.