عين زعم الحزب الاتحادي الديموقراطي (الأصل) محمد عثمان الميرغني نجله جعفر الصادق نائبا له، بما يدفع الحزب خطوات في اتجاه اتخاذ قرارت مؤسسية ظل يفتقر اليها منذ أعوام، كما دعا لتحضير اجتماع لهيئة قيادة الحزب برئاسته. السيد جعفر الصادق أدى القسم نائبا لرئيس الإتحادي الأصل (سودان تربيون) ويمنح النظام المعمول به في الحزب العريق رئيسه الحق في تسمية نوابه الاثنين، وهو ما لم يتم منذ شغر منصب أحد النواب برحيل السيد أحمد الميرغني في أواخر العام 2008، بينما كان النائب الثاني هو المحامي المعروف علي محمود حسنين لكن الأخير ضاق بانعدام المؤسسية في الحزب وذهب لتشكيل تنظيم "الجبهة الوطنية العريضة" رافعا شعار إسقاط النظام. واستدعى الميرغني المقيم في القاهرة منذ نحو خمس سنوات الأسبوع الماضي قيادات رفيعة في الحزب لبحث تطورات الأوضاع في البلاد ومناقشة قضايا الحزب التنظيمية. وأفاد المتحدث باسم الحزب الفاتح تاج السر في بيان تلقته (سودان تربيون) أن رئيس الحزب ترأس الاجتماع الذي ضم (لجنة التواصل) خلال يومي الجمعة والسبت وجرى نقاش حول حزمة من القضايا الإقليمية والتطورات السياسية في البلاد علاوة على ترتيب الأوضاع في الحزب استشرافا للمرحلة المقبلة. وأضاف "قرر السيد رئيس الحزب تسمية السيد جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني نائبا لرئيس الحزب". ويرى مراقبون أن هذا القرار يحد بشكل واسع من صلاحيات الحسن الميرغني الذي اتخذ حزمة من القرارات أدت الى تفاقم الخلافات بينه وقيادات معروفة في الاتحادي من بينها المشاركة في انتخابات 2015 ما اضطر حينها محامون في الحزب لتقديم شكوى للقضاء واتهامه بتزوير تفويض من وراء ظهر قيادات الحزب ومؤسساته التي لم تتخذ قرارا بمشاركة الاتحادي في الانتخابات. كما أصدر مجلس الأحزاب في يونيو من العام 2015، حكما ألغي بموجبه قرار الحسن بفصل 15 قياديا بالاتحادي الأصل، قبل أن يؤكد الأمين العام للمجلس عبد الرحمن ضرار، لاحقا، أن الحسن مجرد عضو مكتب سياسي، وأن التفويض الشفاهي من زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني لا يعتد به. ويشغل الحسن حاليا منصب المساعد الأول للرئيس عمر البشير. واعتبر القيادي في الحزب علي أحمد السيد في تصريح ل (سودان تربيون) الاثنين قرار تعيين السيد جعفر نائبا للرئيس مرحلة جديدة ومهمة في تاريخ الحزب تنهي تماما ما أسماه "عهد التيه "، وتعيد للاتحادي بعضا من شأنه التنظيمي ليمضي وفق مؤسسية متفق عليها، ونوه الى أن السيد جعفر يحظى بقبول جيد وسط القواعد الاتحادية. وأوضح أن قرار الميرغني بتشكيل لجنة استشارية عليا ومكتب تنفيذي برئاسة نائب الرئيس من القرارات التي تلقى التأييد والمباركة لأنها ستتمكن من متابعة أداء الحزب بشكل يومي. وناقش اجتماع القاهرة وفقا لتاج السر الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أيام وتم التأكيد على موقف الميرغني الذي أعلنه في خطاب الاستقلال بالإسراع في إعلان نتائج التحقيق الخاصة بقتل المتظاهرين كما شدد على الحق في التظاهر السلمي المكفولة بالدستور بعيدا عن التخريب ودعا للإفراج عن المعتقلين. وجدد الميرغني خلال الاجتماع وفقا للمتحدث الدعوة لفك الاختناق السياسي بإطلاق مبادرة للصلح المجتمعي على أن تلتقي بكل أطياف المجتمع السوداني، كما أكد الحرص على تحقيق السلام في البلاد.