في خطوة غير مسبوقة، سمح السودان الأحد لطائرة إسرائيلية بالعبور فوق مجال جنوب السودان الجوي بحسب صحيفة (تايمز أوف إسرائيل)، لكن مسؤولا حكوميا في الخرطوم أكد أن قرار تحليق الطائرات أيا كانت تتخذه جوبا باعتباره "سلطة سيادية". طائرة نتنياهو عبرت فوق أجواء جنوب السودان في طريق عودتها من تشاد ..الأحد 20 يناير 2019 وكشفت الصحيفة، في تقرير نشر الاثنين، أن طائرةً، تقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عائدة من تشاد، عبرت فوق سماء جنوب السودان الذي تسيطر عليه سلطة الطيران المدني في الخرطوم. وجاءت الرحلة بعد ساعات من إشادة نتنياهو "بالانتصارات" الإسرائيلية التي حققتها مع دول العالم الإسلامي، وسط مساع دبلوماسية ترمي للتوصل إلى تفاهم مع الخرطوم للسماح باستمرار التحليق الإسرائيلي فوق السودان لتقليل ساعات الطيران إلى غرب أفريقيا وأمريكا اللاتينية. وقال مسؤول رفيع في الخرطوم ل (سودان تربيون) الإثنين إن قرار تحليق الطائرة الإسرائيلية فوق سماء جنوب السودان يعود بالدرجة الأولى للسلطات في جوبا. وأضاف " هذا قرار سيادي تتخذه حكومة الجنوب". وأوضح أن مهمة (سلطة الطيران المدني) السودانية تنحصر فقط في متابعة إجراءات السلامة والملاحة للطائرات والرحلات من وإلى جنوب السودان، وعدم التدخل في قرار جوبا بشأن من يُسمح أو لا يُسمح له بالتحليق فوق المجال الجوي لجنوب السودان. وشدد المسؤول الذي طلب عدم الاشارة لاسمه على أن السلطات في جوبا هي من منحت الموافقة لتحليق طائرة نتنياهو فوق سماء البلاد. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية الى تل ابيب تتمتع بعلاقات ودية مع جوبا، لكن المجال الجوي للبلاد تسيطر عليه جارتها الشمالية – في إشارة للخرطوم- التي لا تربطها علاقات دبلوماسية بالدولة اليهودية. وقال مسؤولون في الوفد المرافق لرئيس الوزراء، بحسب الصحيفة، إن رحلة الاحد كانت المرة الأولى التي يسمح فيها لطائرة اسرائيلية بالتحليق فوق جنوب السودان. وأضافت "طلب مكتب رئيس الوزراء من الصحفيين الذين رافقوا نتنياهو من وإلى تشاد ألا ينشروا حقيقة أن رحلة العودة إلى الوطن كانت عبر أجواء جنوب السودان قبل أن تهبط الطائرة في مطار بن غوريون في تل أبيب في وقت متأخر من ليل الأحد، لأسباب أمنية على الأرجح، لمنع أي جهود في اللحظة الأخيرة من أطراف أخرى لتغيير قرار السلطات السودانية". وبعد وقت قصير من الإقلاع، أعلن قائد الطائرة أن هذه كانت "رحلة تاريخية" ، وبفضل الاختصار ، ستكون رحلة العودة أقل ساعة تقريبًا من الرحلة المتجهة للخارج. وعندها إقلاعها من تل أبيب صباح الأحد، سلكت طائرة رئيس الوزراء طريقًا طويلًا إلى تشاد، وحلقت جنوبا فوق البحر الأحمر، ثم عبرت إريتريا وإثيوبيا وكينيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى قبل دخول المجال الجوي التشادي. وكان نتانياهو سافر جوا إلى تشاد الأحد لإعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الدولة ذات الأغلبية المسلمة، إلى جانب ديبي. ولم يتضح ما إذا كان قرار السودان بترك تحليق نتنياهو فوق جنوب السودان مرتبطا بخطوة تشاد لاستئناف العلاقات. وفي نوفمبر، قال ديبي خلال زيارة لإسرائيل إنه مستعد لمساعدة إسرائيل والسودان على التفاوض على إقامة علاقات بينهما. وأكدت الخرطوم مؤخراً إنها لم تغير سياستها الخاصة بمنع الطائرات الإسرائيلية من دخول مجالها الجوي. وفي مطلع هذا الشهر ذكرت محطة تلفزيونية سودانية أن الرئيس السوداني عمر البشير رفض طلب شركة طيران كينية لاستخدام مجالها الجوي لرحلة إلى تل أبيب. ومع ذلك، تشير رحلة الأحد غير المسبوقة إلى أن الخرطوم ترغب في إبداء المرونة فيما يتعلق بتحليق دول ثالثة خاضعة لسيطرة هيئة الطيران المدني التابعة لها. وتشير (سودان تربيون) الى أن الرئيس التشادي ادريس ديبي أجرى قبل يوم من زيارة نتنياهو لانجمينا مباحثات خاطفة مع نظيره عمر البشير في مطار الخرطوم.