اتهم الرئيس السوداني عمر البشير الأحد جهات – لم يسمها – بمحاولة استنساخ ثورات الربيع العربي في بلاده، لكنه بدا واثقا حيال ما قال إنه وعيا لدى السودانيين لتفويت ذات المخطط. البشير انهى زيارة خاطفة للقاهرة بعد مباحثات مع السيسي ..الأحد 27 يناير 2019 وأقر البشير خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي بالقاهرة عقب مباحثات مشتركة، بوجود مشكلة في السودان ولكنها ليست بالحجم الذي يثيره الإعلام. وقال "هناك العديد من المنظمات تعمل على زعزعة الأوضاع في دول المنطقة، وفيما يخص السودان. الإعلام الدولي والإقليمي يحاول التهويل ولا ندعي عدم وجود مشكلة". وأضاف: "هناك محاولات لاستنساخ قضية الربيع العربي في السودان بنفس الشعارات والبرامج والنداءات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي". واستدرك بالقول "لكن الشعب السوداني واعٍ، وسيفوت الفرصة على كل ما يسعى إلى زعزعة أمن واستقرار السودان". واطاحت ثورات الربيع العربي في كل من تونس ومصر وليبيا بعتاة حاكميها اثر خروج شعوب تلك الدول في مواكب حاشدة عبرت فيها عن رفضها حكمها المتطاول. ومنذ 19 ديسمبر تخرج احتجاجات شبه يومية في مدن عديدة بالسودان تطالب الرئيس بالتنحي في أعقاب تفاقم الوضع الاقتصادي وزيادة الأسعار بشكل جنوني علاوة على شح بعض السلع الضرورية. وأوضح البشير أنه شرح للرئيس عبد الفتاح السيسي حقيقة الأوضاع في السودان، ممتدحا إرسال القاهرة وفدا رفيعا للسودان مؤخرا وعدها "رسالة مهمة تؤكد دعم مصر لاستقرار السودان". وأكد الرئيس السوداني في اتجاه آخر أن بلاده تتواصل مع القاهرة لدفع العلاقات في المجالات المختلفة، وأن السودان يقوم بتنسيق المواقف مع مصر وإثيوبيا لضمان حقوق مصر والسودان بمياه النيل. وأشار كذلك الى تنسيق أمني مع مصر لضمان أمن البحر الأحمر باعتباره أهم ممر مائي يربط شرق العالم بغربه. ومن جهته أكد الرئيس المصري، أن زيارة نظيره السوداني إلى القاهرة تعد تتويجا للجهود التي بذلت العام الماضي في القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف أن المباحثات مع الرئيس السوداني تناولت سبل تعزيز التعاون التجاري إضافة إلى المشروعات المشتركة بالربط الكهربائي وربط السكك الحديدية. كما ناقشت تطورات المفاوضات حول سد النهضة وأهمية التوصل إلى اتفاق، باعتبارها قضية حيوية للبلدين. وأضاف "بحثنا مع الجانب السوداني سبل دعم تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان وجهود الخرطوم لحل الأزمة في إفريقيا الوسطى". وعاد البشير الى الخرطوم مساء الأحد بعد زيارة القاهرة لساعات. وقال وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد في تصريحات بمطار الخرطوم إن زيارة الرئيس لمصر "مثلت فرصة مواتية لمتابعة تنفيذ المشروعات المختلفة المتفق عليها". وأضاف " تم التشاور بين رئيسي البلدين حول القضايا المختلفة ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وبشكل خاص ما يحدث الآن في منطقتنا العربية والأفريقية من تطورات وأيضا كانت فرصة مواتية لاطلاع الجانب المصري على المبادرة السودانية الخاصة بأفريقيا الوسطى". وأشار الى أن الرئيسين تناولا الأزمة الحالية في السودان، وقال "كانت الأزمة الحالية واحدة من القضايا التي تناولها الرئيسان، وبالتأكيد نتوقع من مصر وهى الجار الأقرب للسودان أن تقف معه في هذه الأزمة".