قالت تقارير صحفية نشرت في الخرطوم الخميس إن العباس البشير الشقيق الأصغر للرئيس السوداني المعزول عمر البشير تمكن من الهرب برا الى دولة اثيوبيا والمغادرة منها الى تركيا. ولا يعرف لأشقاء البشير نشاطا سياسيا ملموسا لكن أسماءهم ارتبطت بشركات استثمارية وأعمال تجارية حامت حولها شبهات فساد واستخدام النفوذ بشكل واسع في تسهيل المعاملات. وفي وقت سابق أفاد المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي شمس الدين كباشي إن البشير وشقيقاه عبد الله والعباس من بين الذين تم اعتقالهم وايداعهم سجن كوبر العمومي. لكن صحيفة "اليوم التالي" كشفت الأسبوع الماضي أن العباس غادر محبسه بطريقة غامضة وتمكن من السفر الى إسطنبول عبر مطار الخرطوم مستخدما جواز سفر الأصلي. غير أن مدير السجن المركزي فجر مفاجأة حين أعلن في تصريح صحفي تعليقا على هذا الخبر أن العباس البشير " لم يغادر السجن لأنه لم يأت اليه أصلا". ووسط حالة الغموض هذه اضطر المتحدث باسم المجلس العسكري للاعتذار عن تصريحه السابق بشأن اعتقال الرجل قائلا إن معلوماته وقتها لم تكن دقيقة وأن شقيق البشير أوقف على الحدود مع دولة مجاورة وعدت سلطاتها بترحيله الى الخرطوم عبر طائرة خاصة وهو ما لم يحدث. وكشفت صحيفة (الصيحة) في عددها الخميس نقلا عن مصادر لم تسمها أن العباس غادر الخرطوم صباح اليوم التالي للإطاحة بشقيقه الى القضارف مستغلا بصا سفريا ومنها توجه الى منطقة الحمرة الحدودية مع اثيوبيا. وأفادت أنه تجاوز كلّ نقاط التفتيش والتدقيق على طول الطريق دون أنّ يتعرّف عليه أحد حتى نقطة الحمرة الحدودية حيث اكتشف أحد الموظفين بالتدقيق في كشف المغادرين لإثيوبيا اسم عباس حسن أحمد البشير وصورة من جواز سفره. لكن البص لحظتها كان داخل الحدود الإثيوبية وطبقًا لاتفاقية التعاون بين البلدين، طلب السودانيون من الإثيوبيين إعادة مراجعة قائمة المسافرين وإرجاع العباس إلى الجانب السوداني. وأضافت "أبدى الإثيوبيين موافقتهم الفورية على تسليم العباس بعد إخطار قائد المنطقة العسكرية الأعلى". وأكّدت الصحيفة أنه تم فعليًا احتجازه في الجانب الإثيوبي، وغادر البص السفري وأمضى الرجل ليلته مع القوة الإثيوبية. وأشارت الصحيفة إلى أنّه في اليوم التالي تم نقله بعربة خاصة إلى العاصمة أديس أبابا وأمضى أسبوعًا في ضيافة المخابرات الإثيوبية قبل أن يسافر عبر الخطوط التركية إلى إسطنبول. وقالت الصحيفة بحسب مصادر قانونية إنّ العباس الذي يعتبر أكثر أشقاء الرئيس السابق نفوذًا في السنوات الأخيرة، يمكن استعادته عبر الإنتربول حال ثبوت تورّطه في قضايا جنائية أو قضايا فساد وذلك عبر سلسلة إجراءات طويلة تخضع إلى رغبة الأتراك في التعاون مع الحكومة السودانية ووجود اتفاقيات مشتركة للتعاون في هذا المجال. ونقلت السلطات الانتقالية البشير إلى سجن كوبر بعد أيام على عزله في 11 أبريل الماضي على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ نهاية العام الماضي. وكان النائب العام السوداني أمر باستجواب الرئيس المعزول في قضايا "غسيل أموال وتمويل الإرهاب"، كما وجهت اليه لاحقا اتهامات بالاشتراك الجنائي في قتل المتظاهرين السلميين.