أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، الإثنين ان أحداث بورتسودان خلفت 37 قتيلاً وعشرات الإصابات، بالرصاص والحرق. بينما قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة عبد العزيز الحلو ان الأحداث مُقدِمة لفتن أكبر وأشمل تغذيها وتديرها الحكومة. وشهدت مدينة بورتسودان شرق البلاد أحداث قتال بين اثنين من المكونات الاجتماعية للمدينة استمرت من الخميس حتى مساء السبت، استخدمت خلالها الأسلحة النارية والبيضاء. وتسببت الأحداث في الاطاحة بحاكم البحر الأحمر، اللواء ركن عصام عبد الفراج، ومدير جهاز المخابرات على يد المجلس السيادي يوم الأحد بعد تفاقم الأزمة وفشلهما في احتواء أحداثها. وقال المركز الصحفي للشرطة في تصريح عن مصدر لم يسمه الأحد إن الأحداث الدامية أوقعت 16 قتيلا وعشرات المصابين. لكن لجنة أطباء السودان المركزية، فرعية بورتسودان، اصدرت الإثنين تقريرا مفصلا عن عدد الاصابات وعدد الضحايا. وقال التقرير الذي اطلعت عليه "سودان تربيون" إن مستشفى الحوادث بورتسودان، استقبل عدد 126 إصابة تراوحت ما بين طفيفة ومتوسطة وتم تحويل الاصابات الحرجة التي في حوجة لتدخل جراحي إلى مستشفى عثمان دقنه. وأوضح أن 105 من الاصابات بالسلاح الأبيض، و16 إصابة بطلق ناري، مؤكدا وجود 5 حالات حرائق. وأضاف"34 حالة وفاة، منها 8 حرقا و25 بواسطة طلق ناري بينما البقية طعنا بالسلاح الأبيض". وذكر التقرير أن مستشفى الأمير عثمان دقنه، استقبل 9 إصابات جميعها بطلق ناري فى أماكن مختلفة منها البطن والصدر والقدمين وتم اجراء عمليات جراحيه لمعظم الحالات. وأضاف ان المستشفى استقبل "حالتان وفيات واحدة وبغرفة العمليات بطلق ناري بالبطن، والأخرى تم تحويلها للمشرحة لطفل عمره 9 سنوات بإصابات متعددة". فيما استقبل مستشفى الموانئ بحسب التقرير عدد 66 إصابة منها 15 إصابة حرجة جميعها بطلق ناري تم تنويمها بالمستشفى واجريت عمليات جراحيه لأغلبيتها". بينما توجد حالة وفاة في ذات المستشفى نتيجة طلق ناري. وانتشرت قوات من الجيش السوداني في شوارع مدينة بورتسودان، لاحتواء هذا الصراع القبلي، بعد أن تم تعزيزها بقوات أخرى من الخرطوم. "الشعبية" تعلق وقالت الحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة عبد العزيز الحلو، إن أحداث بورتسودان انعكاسات للتوجُّهات والسياسات العُنصرية للدولة السودانية منذ الاستقلال، ومواصلة لسياسة خلق العداءات العرقية وتسليح بعض المجموعات الثقافية الاجتماعية ضد الأخرى المُختلفة ثقافياً. وقال السكرتير العام للحركة، عمار آمون، في بيان تلقته "سودان تربيون" الإثنين ان ما يجري في بورتسودان هو إلا مُقدِمة لفتن أكبر وأشمل تغذيها وتديرها الحكومة ويمكن أن تطال مُدن أُخرى مُستقبلاً في ظل انتشار السِّلاح الذي ملَّكته الدولة لتلك المجموعات بهدف التفريق بين المُكوِّنات الاجتماعية لإضعافها وإشغالها بالحروبات والصراعات الدموية ممَّا يُمكِّنهم من الهيمنة والسيطرة والانفراد بالسُلطة والاحتفاظ بها، حسب البيان. ودعت الحركة الشعبية لتفويت الفُرصة على تمرير المُخطَّطات التي تهدف إلى ضرب النسيج الاجتماعي وإشعال الفتنة بين مُكوِّنات الشعب السوداني. وأضاف "يجب أن يكون التنوُّع مصدراً للثراء الثقافي والاجتماعي، ورابطة تؤسِّس للتعايش السلمي. كما ندعو أهلنا (البني عامر – والنوبة) للاحتكام إلى صوت العقل وإيقاف الإقتتال الذي لا يخدم إلَّا المُتربِّصين بوحدة الشعب السوداني وإفراغ الثورة من مضمونها". وطالبت "الشعبية" السُلطات بالقيام بدورها في حفظ الأمن والاستقرار وعدم تسخير آلة الدولة والانحياز لأحد طرفي النزاع، كما طالبت بإجراء تحقيق نزيه وشفاف حول الأحداث وتقديم الذين تسبَّبوا فيها للعدالة حتى لا تتكرَّر مُستقبلاً.