تعهد رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، الأربعاء، بألا يتعرض أي صحفي في "السودان الجديد" للقمع والسجن، في وقت تلقت قناة عالمية اعتذارا رسميا من الحكومة السودانية في أعقاب تعرض مصوريها لمضايقات أمنية أثناء تغطية أزمة الوقود بالعاصمة الخرطوم يوم الأربعاء. ووقع حمدوك المتواجد في نيويورك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على انضمام السودان ل "التعهد العالمي للدفاع عن حرية الإعلام". وجرت مراسم التوقيع بحضور ومشاركة المبعوثة البريطانية لحرية الإعلام أمل علم الدين، الشهيرة بأمل كلوني. وأضاف حمدوك حسب صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "لن يتعرض أي صحفي في السودان الجديد للقمع أو السجن". وقال "لم يكن هذا ممكنًا قبل أشهر قليلة. لقد ورثنا إرثا قبيحا. لقد كانت بيئة قمعية للغاية". وتابع "نحن مصممون للغاية على تشجيع بيئة يمكن للصحفيين العمل فيها دون قيود. انه لأمر جيد لشعبنا. هذا شيء نؤمن به بشدة". وفي الخرطوم تلقى مكتب قناة "الحرة" اعتذارا رسميا من وزير الإعلام فيصل محمد صالح بعد شكوى مصوري القناة من اقتيادهم على يد منتسبين للشرطة والمخابرات الى أحد المخافر، ومنعهم من تصوير مشاهد لاكتظاظ محطات الوقود بسبب أزمة المحروقات التي تضرب الخرطوم منذ أيام. وأفاد مراسل القناة عبد الباقي العوض على "فيس بوك" أن الوزير هاتفه ناقلا الاعتذار حيال تصرف المسؤولين الأمنيين، معلنا قبول الاعتذار الذي يمثل حسبما قال خطوة في اتجاه تحقيق حرية الاعلام. وفي يوليو الماضي دعت بريطانيا، دول العالم الى التوقيع على تعهد عالمي بشأن حرية وسائل الإعلام والالتزام بالعمل سويا كتحالف يضمن تعزيز هذه القضية. وطرحت الفكرة وقتها خلال "المؤتمر الدولي لحرية الإعلام "الذي عقد في لندن برئاسة مشتركة بريطانية كندية ومشاركة أكثر من 60 وزيراً و1500 صحافي وأكاديمي يمثلون أكثر من 100 دولة حول العالم. وعلى الفور بعثت السفارة البريطانية في الخرطوم بالتهاني للحكومة السودانية بانضمامها لقائمة الدول المتعهدة بالدفاع عن حرية الإعلام. وقالت في تصريح الأربعاء: "حرية التعبير من أساسيات القيم الديمقراطية وتوقيع حكومة السودان على التعهد الدولي للدفاع عن حرية الإعلام يؤشر إلى رغبة الحكومة الانتقالية في تحقيق تغيير حقيقي يشمل احترام حقوق الإنسان وحق التعبير". وعانت الصحافة خلال عهد الرئيس المعزول عمر البشير من سيطرة الدولة وجهاز الأمن حيث تعرض المخالفون والمعارضون لحملات المنع من الكتابة والايقاف القسري علاوة على مصادرة النسخ المطبوعة من الصحف ما أدى لتكبيد النارين خسائر فادحة. وحل السودان في المرتبة 174 من مؤشر حرية الصحافة لعام 2018 الذي يقيس أوضاع الصحافة في 180 بلدا حول العالم.