قال وزير الري السوداني ياسر عباس، السبت، إن دولة إثيوبيا اقترحت ما بين 4 إلى 7 سنوات لملء سد النهضة، ما يعني استمرار الخلاف مع مصر بشأن المدى الزمني لملء بحيرة السد. واقترحت مصر أن تتم عملية الملء خلال سبع سنوات مع الإبقاء على مستوى المياه في سد أسوان عند 165 مترا فوق سطح الأرض، وأن تقدم اليها إثيوبيا 40 مليار متر مكعب سنويا من المياه، لكن إثيوبيا رفضت على الفور هذا الاقتراح قائلة إنه لا يحترم سيادتها والحق في تنمية مواردها. وأوضح عباس في تصريحات صحفية أن الاجتماع الثلاثي لبحث ملف سد النهضة، الذي استمر يومين بين وزراء الموارد المائية والري في مصر والسودان وإثيوبيا بالعاصمة الخرطوم، ناقش "مقترحات ملء وتشغيل سد النهضة، ونتائج اجتماعات اللجنة الفنية الثلاثية، التي بحثت على مدى 4 أيام تلك المسألة". ولم يصدر بيان ختامي عن الاجتماع، لكن عباس أشار الى أن الاجتماعات حققت نجاحات كبيرة في القضايا الفنية. وتابع "هناك بعض الاختلافات في الأرقام والحد الأدنى للتصرف المسموح به للمياه، والموسم والشهور التي يتم فيها ملء السد". وأضاف "من وجهة نظرنا أن اللجنة الفنية لها المقدرة على مواصلة العمل لحلحلة بعض التعقيدات والاختلافات بين الدول الثلاث". وتشكلت اللجنة الفنية بناءً على توجيهات من قادة الدول الثلاث بعد تعثر المفاوضات في الفترة السابقة. وقال الوزير السوداني لا بد من استمرار عمل اللجنة لمعالجة النقاط الفنية، ونأمل أن تتوصل الدول الثلاث إلى طريقة مثلى لملء سد النهضة من غير أن تلحق تأثيرا ذي شأن على الدول الثلاثة". وأشار إلى أن "هناك اختلافات، لكن هناك أيضا تقدم كبير أحرز، وتم الاتفاق على استمرار التشاور بين وزراء الري في الدول الثلاثة". وتريد مصر ألا يقل منسوب خزان السد العالي خلال سنوات ملء سد النهضة عن 165 مترا، لأنها تخشى أن تتزامن المرحلة الأولى لملء السد مع فترة جفاف شديد في النيل الأزرق في إثيوبيا، على غرار ما حدث في 1979 و1987. وحدثت الأزمة خلال سبع سنوات (1980 إلى عام 1987)، حيث انخفض تدفق النيل الأزرق في تلك الفترة إلى مستوى تدفق السنوات العجاف والذي يقدر بنحو 20 إلى 25 مليار متر مكعب، وهو ما انعكس على تدفق المياه لنهر النيل، إلا أن السد العالي حد من تعرض مصر لأزمة كبيرة إثر انخفاض تدفق المياه من النيل الأزرق. وأكدت مصر أن مسألة مياه نهر النيل تعد مسألة حياة ووجود بالنسبة لمصر، معربة عن عدم ارتياحها لطول أمد المفاوضات مع إثيوبيا حول ملء وتشغيل السد.