طالبت النقابة العامة لعمال التعليم العام في السودان بإقالة وزير التعليم ، محمد على التوم احتجاجاً على تصريحاته حول وجود غش في امتحانات الشهادة السودانية على مدى 15 عاماً. وتثير تصريحات الوزير التي أطلقها قبل يومين ردود أفعال واسعة في السودان ما بين مؤيد ورافض حيث يراها البعض سياسية من الطراز الأول للطعن في النظام السابق، كما يتحدثون عن آثار بالغة على مئات الآلاف من الأسر التي جلس أبنائها الى الامتحانات واجتازوها بدرجات عالية، بينما يرى فيها قطاع آخر تأكيدا لحقائق مخفية على مدى سنوات. ووصف وزير التعليم العام في مؤتمر صحفي السبت نتائج امتحانات الشهادة السودانية بغير الحقيقية واضاف بانها تطبخ بليل مثل الانقلابات العسكرية وقال ان اعلان نسبة المائة الاوائل بما يفوق ال 95% مجرد خداع للمجتمع، لافتا الى أن معالجات سنوية تطال النتيجة قبل أن يردف "هذا غش وهراء .. "التعليم هو رأس مالنا، لذلك لا يمكن أن ننميه ونبنيه بالغش". وقال إن 40 % من طلاب الصف الثالث الابتدائي لا يستطيعون قراءة كلمة واحدة ولا يعرفون حتى الحروف. واعتبرت النقابة في بيان تحصلت (سودان تربيون) على نسخة منه هذه التصريحات تشكيك في نزاهة المعلمين السودانيين وتحط من قدر الشهادة السودانية. وعلى إثر تلك التصريحات لوح المدير العام للإدارة العامة لامتحانات السودان مختار محمد مختار الأحد بالاستقالة احتجاجاً على ما قال انه تشكيك في نزاهة إدارة الامتحانات التي أكد انها ظلت تجد ثقة اولياء الامور ولها قدسيتها الاجتماعية منذ العام 1955 حيث لم تجرؤ اي سلطة سياسية على التشكيك في عملها. وطالب نائب رئيس لجنة المعلمين ببحري وعضو اللجنة التنفيذية للجنة للمعلمين السودانيين احمد ياسين في تصريحات ل (سودان تربيون) بضرورة تغيير مناهج التعليم ونعتها بالقنابل الموقوتة لإثارة الفتن بين المكونات الاجتماعية وتغذية وتعميق العنصرية في إشارة لمطالب لمجموعة من شرق السودان بإلغاء جزء من منهج التاريخ للصف الخامس حاول إعلاء شأن مكون قبلي على حساب بقية القبائل الأخرى. ويدعم ياسين بشكل كبير تصريحات وزير التربية والتعليم والتي قال انه كشف فيها جزءا يسيرا من الحقيقة مؤكداً حدوث تجاوزات في الشهادة السودانية حيث انه لم يكن الطلاب يتلقون تعليماً حقيقيا. واعتبر ياسين بيان النقابة المطالب بإقالة الوزير "لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به" واصفاً المجموعة التي قامت بتدبيجه بأنهم أنصار النظام البائد ممن حققوا فوائد جمة من تلك التجاوزات. وطالب بضرورة حل نقابة المعلمين التي قال إنها لم تخدم قضايا المعلم أو تعبر عنه طيلة السنوات الماضية، مؤكدا عزم المعلمون على سحب الثقة من النقابة حال لم يتم حلها بالقانون.