الخرطوم 2 ديسمبر 2019 – قال نائب رئيس الحركة الشعبية - شمال، ياسر عرمان، الإثنين، إن وفد المقدمة السياسي للجبهة الثورية وصل إلى العاصمة الخرطوم للتبشير بالسلام، وبناء شراكة استراتيجية مع مجلسي السيادة والوزراء. وقال عرمان في مؤتمر صحفي، عقده بوكالة السودان للأنباء عقب وصوله الخرطوم، برفقة عدد من قادة الجبهة الثورية إن "السلام يحتاج إلى شراكة جماهيرية، لمصلحة ملايين النازحين واللاجئين، وليس سلاما للنُخب". وأضاف، "هذه البلاد تحتاج إلى السلام، مثلما تحتاج إلى الهواء، وآن للبلاد أن تعترف بالمواطنة للجميع دون تمييز، والحرب لن تنتهي إلا إذا اعترفنا بالمواطنة المتساوية لجميع السودانيين دون تمييز". وتابع، "الإقليم من حولنا مضطرب، ولا نريد لبلادنا أن تنهار، ولم نأتي لنعكر الأجواء، وإنما للتبشير بالسلام، والسودان هش ويحتاج إلى عمل مشترك من جميع الأطراف". وشدد على أن الديمقراطية لن تستمر إلا بإيقاف الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وطالب عرمان، بشراكة بين مجلسا السيادة، والوزراء، وقوى الحرية والتغيير، والجبهة الثورية، وحركات الكفاح المسلح غير المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية، كما طالب ببناء جيش وطني سوداني موحد، لانتشار السلاح في البلاد، خاصة وأن العلاقات الخارجية لن تنصلح، إلا بإنهاء الحروب. وأضاف، "يجب أن نبحث عن مخرج استراتيجي لحركات الكفاح المسلح، ودعم عملية السلام في السودان". ودعا عرمان الولاياتالمتحدة إلى رفع العقوبات المفروضة على السودان، وإزالة اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، باعتبار أن الإرهاب انتهى في البلاد بزوال النظام السابق. وأكد صعوبة عزل كل الإسلاميين من الساحة في السودان قائلا إن هناك تيارات ترغب في التغيير وشاركت فيه وأن التيار الإسلامي سيكون موجود في البلاد، لكنه دعاه للبحث عن اتجاه جديد فيما يتعلق بالحرية والديمقراطية. وأقر عرمان بوجود خلافات وسط الجبهة الثورية، لكنه أرجعها إلى طبيعة ما يدور في البلاد من مرحلة الانتقال، خاصة وأن معظم القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني تعاني من التباين في وجهات النظر، لطبيعة المرحلة التي تعاني من البلاد. وأضاف، "أنا مع وحدة الجبهة الثورية، وهي جاءت لتعمل في الداخل، وستوحد مواقفها وستذهب في اتجاه جديد، ونحن جزء من الحرية والتغيير وما حدث بيينا مضر بالثورة السودانية". وتابع، "الجبهة الثورية تحتاج إلى مناقشة خلافاتها للوصول إلى سلام حقيقي في البلاد". وأشار إلى ضرورة إشراك الحركات المسلحة في الحكومة على المستوى التنفيذي والتشريعي، خاصة وأن السلام لديه استحقاقات. وأكد عرمان أن الحركة الشعبية، مع تسليم الرئيس المعزول عمر البشير، إلى المحكمة الجنائية، لعدم تكرار الإفلات من العقاب، وإيقاف الإبادة الجماعية إلى الأبد. من جهته ناشد الأمين العام للحركة إسماعيل جلاب الطرف الآخر من الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو الى التوحد من جديد. وتابع "على أقل تقدير يجب أن ننسق في العملية التفاوضية لأنه لا يمكن الوصول الى اتفاقيتي سلام حول منطقة واحدة .. الوحدة والتنسيق مسائل مهمة خاصة أن الشعب في المنطقتين الان بات تواقا للسلام". وأكد على أن الجولة القادمة لن تنفض الا بالوصول الى سلام، كما دعا رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد نور للانضمام الى منبر السلام في جوبا.