وقعت الحكومة السودانية و"مسار الشمال"، الأحد، في العاصمة جوبا، اتفاقا نهائيا، بعد تجاوز الملفات العالقة المتمثلة في قضايا الأراضي والتنمية، ومتضرري السدود وقضايا المهجرين. ومهجرو "وادي حلفا"؛ هم أهالي مدينة "وادي حلفا" الذين تم تهجيرهم إلى منطقة "حلفا الجديدة" شرق السودان عام 1964، ليتسنى للمصريين تشييد السد العالي. وفي 2003، أنشأت الحكومة السودانية "سد مروي"، واعتبرته أضخم مشروع تنموي شمالي البلاد لتوليد الطاقة الكهربائية في إفريقيا، لكن السد تسبب في تهجير قسري لآلاف السكان من المناطق المحيطة، واندثار قرى بأكملها. ووقع عن الحكومة السودانية، عضو مجلس السيادة، شمس الدين كباشي، وعن مسار الشمال، أسامة دهب، وعن الوساطة توت قلواك. وقال المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي التفاوضي، محمد الحسن التعايشي، في تصريحات صحفية، إن "التوقيع على الاتفاق النهائي حول مسار الشمال، يمثل خطوة متقدمة في سبيل التوصل إلى اتفاق سلام شامل". وأضاف، "من أولويات حكومة ثورة ديسمبر، الاستماع لكل أصحاب المظالم في السودان، والتوصل من خلال ذلك إلى سلام شامل من غير محاصصات". من جانبه قال رئيس كيان الشمال، محمد سيد أحمد، إن "الشمال من أكثر مناطق السودان تهميشا". وعبر عن سعادتهم بالتوصل إلى اتفاق يعالج مظالم أهل شمال السودان. بدوره قال رئيس "حركة كوش"، محمد داؤود، إن "التوقيع النهائي تم بعد مفاوضات طويلة". وأشار إلى أن "الاتفاق يمثل بداية لإنهاء كل المشاكل الجهوية في السودان". من جانبه عبر، رئيس لجنة الوساطة الجنوبية، توت قلواك، عن سعادتهم بالتوصل إلى هذا الاتفاق وقدم التهنئة للحكومة والجبهة الثورية. وقال إن المفاوضات ستتواصل فى مسار دارفور ومسار شرق السودان ومسار الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، بعد عودة الوفد الحكومي في الرابع من فبراير المقبل. وتركز مفاوضات السلام السوداني على خمسة مسارات، هي: دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وشرقي السودان، شمالي السودان، ووسط السودان. وتم الاتفاق حتى الآن مع مسارات الوسط والشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، بقيادة مالك عقار ، بينما لازال التفاوض متعثرا مع مجموعة الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو ،فيما يتصل التفاوض على مسار دارفور.