قرر وفد الحكومة السودانية، السبت تعليق التفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، لحين تلقي اعتذار عن إساءة أحد أعضاء الحركة للوفد. وقالت مصادر موثوقة ل "سودان تربيون" في جوبا إن وفد الحكومة الذي يفاوض مجموعة الحلو احتج خلال أول جلسة للتفاوض على مقطع فيديو جرى تداوله في الوسائط على نطاق واسع يظهر فيه عضو الحركة وأحد أبرز مفاوضيها محمد جلال هاشم وهو يكيل بالإساءة لوفد الحكومة المفاوض ويتهمه من بين صفات أخرى بالافتقار الى الخبرة وعدم القدرة على إدارة الجولات. وطالب الوفد الحكومي الحركة الشعبية بتقديم اعتذار رسمي وإبعاد هاشم عن مائدة المفاوضات كليا. وطبقا للمصادر فإن مجموعة الحلو أعلنت رفضها تقديم أي اعتذار، بينما سلم الوفد الحكومي مقطع الفيديو للوساطة وطلب منها مشاهدته قبل أن يقرر تعليق التفاوض. وكانت المفاوضات بين الطرفين متوقفة لنحو 3 أسابيع بعد تعذر الوصول الى تفاهمات بشأن قضايا تقرير المصير والترتيبات الأمنية في المنطقتين علاوة على تمسك الحركة الشعبية بإقرار علمانية الدولة. وفي سياق آخر قالت معلومات متطابقة إن مسار دارفور بين الحكومة والحركات المسلحة جرى تعليقه ليوم . ولاحقا أعلنت الوساطة رفع جلسات التفاوض في مسار دارفور لمدة 24 ساعة، على ان تستأنف الاثنين. واكد عضو فريق الوساطة الجنوبية ضيو مطوك في تصريح صحفي عقب جلسة قصيرة عقدها وفد الحكومة، برئاسة عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد حسن التعايشي، ان الوساطة قررت اعطاء الاطراف فرصة للتشاور والتنوير. وأضاف مطوك ان المفاوضات السابقة توقفت بغرض تشاور الاطراف حول بعض القضايا الخاصة بمسار دارفور من بينها قضية المحكمة الخاصة بدارفور، انشائها وتمويلها، وقضية المحكمة الجنائية الدولية التي وصلت فيها الأطراف الي تفاهمات كبيرة، غير انهم لم يجتمعوا لتنوير بعضهم والاتفاق على السياق الأمثل.