قال رئيس حركة تحرير السودان، عبد الواحد محمد نور، إن قوى الحرية والتغيير رفضت مقترحا منه بعدم التفاوض مع العسكر وإعلان الحكومة من داخل الاعتصام بمحيط مقر الجيش خلال أبريل 2019. وعزل قادة الجيش الرئيس عمر البشير من الحكم، في 11 أبريل 2019، في أعقاب تظاهرات استمرت نحو نصف عام، وكون قادة الجيش مجلسا عسكري دخلت قوى الحرية والتغيير في تفاوض معه، أفضي إلى تقاسمها السُلطة في أغسطس الفائت. وقال عبد الواحد، في تسجيل صوتي خاطب عبره مبادرة الشيخ الياقوت للسلم المجتمعي، التي اُبتدرت بالخرطوم، السبت: "ناشدنا القوى السياسية للتوافق على حقوق مدنية وإعلان الحكومة من داخل ميدان الاعتصام دون التفاوض مع العسكر، لكن الحرية والتغيير تهافتت على السُلطة وفاوضت العسكر". وأشار عبد الواحد إلى أن التفاوض قطع الطريق أمام تحقيق أهداف الثورة، ليُنتج حكومة عجزت عن تأمين الخبز والوقود للمواطنين، وطالب بتحرير رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من هذه الحكومة التي يترأسها. وقال عبد الواحد أن مبادرته الخاصة بعقد مؤتمر للسلام داخل السودان ستُطرح قريبًا على الجهات الرسمية المحلية والإقليمية والدولية، بمشاركة كل السودانيين عدا حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه الرئيس المعزول عمر البشير وواجهاته، وذلك للخروج بسياسات واضحة تُنفذ في مرحلة انتقالية. واقترح عبد الواحد في وقت سابق، عبد الله حمدوك، لقيادة هذه الحكومة. وهاجم زعيم حركة تحرير السودان قوى الحرية والتغيير، لتضييعها فرصة مليونية 30 يونيو، التي أشار إلى أنها كانت ستغير الخارطة السياسية في البلاد "لولا تدخل المصالح الشخصية والحزبية لقادة الحرية والتغيير"، وهو ائتلاف مكون من عشرات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. وخرج السودانيين في 30 يونيو، للاحتجاج على فض الاعتصام حول محيط قيادة الجيش في الثالث من يونيو، مما أدى إلى مقتل 200 شخص وإصابة ألف آخرين وفقًا للجنة طبية مؤيدة للمحتجين، فيما تقول وزارة الصحة أن عدد القتلى لا يتجاوز 85 شخص.