أعلن السودان حالة الطوارئ الطبية وإغلاق المجال الجوي والمعابر، بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا، على الرغم من عدم إعلان السُلطات الصحية أي حالات إصابة بالفايروس المميت. وعلى أثر إعلان وزارة الصحة، الجمعة، حالة وفاة واحدة مصابة بالفايروس، اتخذت الحكومة عدة إجراءات من بينها إغلاق الجامعات والمدارس لمدة شهر. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة، محمد الفكي سليمان، في تصريح صحفي، الاثنين: "قرر مجلس الأمن والدفاع إعلان حالة الطوارئ الصحية في كل أنحاء البلاد لمواجهة فايروس كورونا". وأشار إلى أن المجلس كون لجنة لوضع تدابير تمنع دخول الوباء للبلاد، أكدت على قرار إغلاق المعابر كافة. وقال الفكي إن إغلاق المعابر أستثنى منه الرحلات التي تحمل المساعدات والدعم الفني والإنساني ورحلات الشحن الجوي المجدولة مُسبقًا. ومجلس الأمن والدفاع، يعد أعلى سُلطة أمنية في البلاد، يجمع في عضويته أعضاء مجلس السيادة ورئيس الوزراء، ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية. وقال الفكي إن اللجنة العليا التي كونها المجلس وضعت تدابير لاستقبال السودانيين العالقين في المعابر البرية، وهيأت أماكن لقضاء فترة الحجر الصحي. ويتواجد مئات السودانيين في المعابر في حدود بلادهم مع مصر، بعد قرار السُلطات إغلاق المعابر، وقد دخل أعداد منهم الاثنين إلى البلاد، بعد إجراء فحصهم. وخصصت السُلطات عدة مناطق للحجر الصحي، بينهما مباني ومستشفيات عسكرية، لكن موقعا اختير شمال البلاد حصد استهجانا واضحا وسط رواد مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره لا يليق بالحجر ويفتقر لأبسط مقومات الحياة. وقف الرحلات الجوية وأكد المدير العام لسلطة الطيران المدني إبراهيم عدلان ل (سودان تربيون) إغلاق مطار الخروم أمام الرحلات اعتبارا من السابعة مساء الاثنين، لكنه لفت الى أن المجال الجوي مفتوح أمام الطيران العابر خاصة من أوروبا إلى العمق الافريقي لدول جنوب أفريقيا وكينيا وغيرها. وأضاف " كما أنه مفتوح أيضا أمام الشحنات الإنسانية والبضائع بعد طلب مسبق من سلطة الطيران المدني السودانية". وبشأن السودانيين العالقين في مطار القاهرة قال عدلان إنه تم تكوين لجنه عليا برئاسة عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر وعضوية وزير المالية والصحة ووزارة رئاسة مجلس الوزراء ووالي الشمالية وعضوين من السيادي هما محمد الفكي وصديق تاور ستعقد اجتماعا في التاسعة من مساء الإثنين لمناقشة أوضاع العالقين في مطار القاهرة. حاجة ماسة وقال وزير الصحة السوداني، أكرم محمد التوم، إن وزارته بحاجة عاجلة إلى 45 مليون دولار، لمكافحة فايروس كورونا، وذلك لتغطية تكاليف مجابهة الوباء حتى 30 يوليو المقبل. وقال وزير المالية، إبراهيم البدوي، إن وزارته ووزارة الصحة اتفقنا مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف على الضوابط الاحترازية لمحاربة فايروس كورونا. وأشار إلى أن منظمتي الصحة العالمية واليونيسف تعهدتا بالدعم المالي لوزارة الصحة لاحتواء المرض في كل ربوع السودان في هذه المرحلة. وقال البدوي في بيان، تلقته "سودان تربيون"، إنه طمأن الشركاء الدوليين على القيود التي اتخذتها بلاده لمنع انتشار المرض عبر المعابر الحدودية، بمنع السفر دخولًا وخروجًا، إضافة إلى تدابير منع التجمعات وبث الإرشادات الوقائية للمواطنين. فحص وقائي وقال مدير إدارة الطوارئ والأوبئة الصحية بوزارة الصحة بابكر المقبول، إن مستقلين الباخرة التي منعتها السلطات السعودية من دخول بلادها، والتي تحمل على متنها أكثر من ألف شخص، خضعوا لفحص طبي، بحيث لم يجدوا مصاب فيها بفايروس كورونا. وأفاد بأنه جرى فحص 7 حالات يشتبه أصابتهم بالوباء، غير أن نتيجة الفحص أكدت عدم أصابتهم. وأكد استمرار الرقابة على جميع حالات الاشتباه، وشكا المقبول، من عدم اتباع المواطنين لقرارات السلطات الصحية بدخول الحجر الصحي، مشددا على ضرورة رفع الوعي بالنسبة للمواطنين. لافتا الى ان الدخول في الحجر الصحي يعد أمر للمصلحة العليا ومصلحة جميع المواطنين في البلاد. بدوره، أكد مسؤول بوزارة الصحية بالولاية الشمالية، عدم وجود أي حالة اشتباه وسط مئات العائدين من مصر عبر المنفذ البري. وأكد خضوع جميع القادمين للبلاد من المعابر للفحص الطبي، حيث يبلغ عددهم نحو 677 شخص. وعلق مئات السودانيين على الحدود مع مصر، بعد قرار السلطات إغلاق المعابر السبت، على أن يسمح لهم بدخول البلاد بعد إجراء الكشف الطبي عليهم. تدابير إضافية وقررت وزارة الثقافة والإعلام منح العاملين بالوزارة إجازة عن العمل حتى 29 مارس الجاري، وذلك في سبيل التقليل من التجمعات في أماكن العمل. ووجه مجلس الوزراء السبت، المؤسسات الحكومية باتخاذ إجراءات تحول دون تجمع عدد كبير من الناس. وقال وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، إن قرار الإجازة استثني مديري الإدارات والعاملين بالمكاتب التنفيذية والشئون المالية وعمال النظافة.
