ورى جثمان وزير الدفاع السوداني جمال عمر الثرى مساء الأربعاء بالخرطوم بعد أن وافته المنية في الساعات الأولى من الصباح بعاصمة دولة جنوب السودان. وأقامت حكومة الجنوب جنازة عسكرية رسمية للمسؤول الأمني السوداني وسط مشاركة واسعة لقيادات الدولة ومسؤولي ملف التفاوض في الحكومة والحركات المسلحة قبل نقل الجثمان الى الخرطوم. وجرت مراسم استقبال رسمية عسكرية للفقيد في المطار الحربي بالخرطوم تقدمها رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة وأعضاء المجلس بجانب رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك ووزراء الحكومة وقادة عسكريين وأمنيين. ونقل الجثمان فور وصوله الخرطوم الى مستشفى السلاح الطبي العسكري وتم اخضاعه للتشريح بناء على طلب أسرته، قبل تشييعه في موكب مهيب الى مقابر "فاروق" بالخرطوم، تقدمته قيادات تحالف قوى الحرية والتغيير وقادة الجيش والأمن وحشد من أهالي الوزير الراحل ومعارفه. وأفاد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية عامر محمد الحسن أن نتيجة التشريح خلصت الى أن الوفاة طبيعية نتجت عن ذبحة صدرية وأن التقرير الطبي سيسلم للنائب العام. ونعى حزب المؤتمر السوداني وزير الدفاع ووصفه ب " شهيد السلام " وأبان في بيان صحفي أن الراحل بذل جهوداً وطنية كبيرة من خلال موقعه في قيادة القوات المسلحة، والمجلس العسكري الانتقالي السابق لتأسيس الشراكة الانتقالية، عقب الإطاحة بنظام البشير. وقال إن الراحل شارك في مؤسسات الحكم الانتقالي وزيراً للدفاع وعضواً قيادياً بوفد التفاوض. واعتبر رحيله "خسارة كبيرة" لمشروع السلام والانتقال الديمقراطي بالبلاد. كما عزى زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، قادة الحكومة الانتقالية ومجلسي السيادة والوزراء وأسرة الوزير جمال عمر وقال في بيان إن الوزير انتقل الى الرفيق الأعلى إثر أزمة قلبية، وهو في خط دفاع وطني يناضل من أجل السلام. وأشار في بيان الى أن الوطن سيفتقده في وقت يحتاج عطاءه وخبرته، ويواجه الترتيبات الأمنية المتعلقة بالسلام. وعزى نائب رئيس لجنة الوساطة الجنوبية لسلام السودان ضيو مطوك القوات المسلحة السودانية في فقدها الكبير. وقال في تصريح لوكالة السودان للأنباء " برحيل وزير الدفاع فقدت القوات المسلحة السودانية أحد أميز رجالها". وأشار الى أنه عرف الفريق أول ركن جمال عمر منذ فترة طويلة لكنه التقى به بشكل مباشر في مفاوضات سلام جنوب السودان بالخرطوم في العام 2018 مشيدا بدوره الكبير في تحقيق سلام كامل وشامل في جنوب السودان. وأضاف مطوك " عرفته بشكل جيد بعد توليه حقيبة الدفاع، وإشرافه على ملف الترتيبات الأمنية لمفاوضات السلام السودانية التي تجري الآن بمدينة جوبا " وكان رجلاً حليمًا، صبورا، صادقًا ومخلصًا لوطنه وللقوات المسلحة وللشعب السوداني.