تظاهر المئات بالعاصمة الخرطوم، الخميس، في محيط القيادة العامة للجيش، للمطالبة برحيل الحكومة الانتقالية، برئاسة عبد الله حمدوك. وأفاد شهود عيان "سودان تربيون، أن مجموعة من المحتجين استطاعت اختراق الأسلاك الشائكة، والحواجز الأمنية، ووصلت إلى محيط قيادة الجيش، لتنفيذ اعتصام جديد. وردد المتظاهرون شعارات مناوئة ضد رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، وتدعو رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لاستلام السلطة. وكتب رئيس حزب دولة القانون والتنمية، محمد علي الجزولي، في صفحته على "فيس بوك"، "المتظاهرون الآن على مشارف القيادة العامة، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويسعى لسودان حر وعزيز وآمن فلينهض لنصرة أحرار الشعب وثواره ودع عنك الفرح". وحسب الشهود، فإن الشرطة السودانية، فرقت المحتجين الذين وصلوا إلى مقر قيادة الجيش، بالغاز المسيل للدموع، قبل ازدياد أعدادهم لتنفيذ الاعتصام، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المحتجين. وأغلقت قوات من الجيش، الشوارع المؤدية إلى مقر القيادة العامة، بالحواجز الأمنية والأسلاك الشائكة، تفاديا لوصول المتظاهرين، ما أدى إلى تكدس السيارات في الشوارع، وخلق ازدحام مروري خانق. وتأتي الاحتجاجات قبل أقل من 48 ساعة عن موعد تطبيق الحظر الشامل للتجوال بولاية الخرطوم. وجاءت المظاهرة أمام مقر قيادة الجيش ، تحت شعار الحراك الشعبي الموحد "حشد"، (البديل لمسيرات الزحف الأخضر). ويشهد السودان حاليا، أزمة خانقة في الخبز والوقود، تجلت في اصطفاف عدد كبير من المواطنيين أمام المخابز، ومحطات الوقود بسبب عدم توفرها. وفي 14 ديسمبر 2019، انطلق أول موكب احتجاجي لمسيرات "الزحف الأخضر" بالعاصمة الخرطوم، بعد أن انتشرت دعوات في مواقع التواصل الاجتماعي لتصحيح مسار الثورة وتحقيق شعاراتها. وتبنت تيارات وأحزاب إسلامية متعددة الدعوات للمشاركة في "الزحف الأخضر"، وتنوعت الأسباب التي أوردتها تلك الأحزاب لقراراها المشاركة في الفعالية الاحتجاجية. ومن الأسباب، الاعتراض على سياسات الحكومة التي قالوا إنها "انصرفت إلى الصراعات الحزبية، وتنفيذ أجندة سياسية ضيقة معادية للقيم والهوية السودانية الإسلامية، فضلا عن ممارستها للعزل والإقصاء".