الخرطوم 10 يونيو 2020 – حظي والد الشهيد عبد السلام كشة، بتضامن حكومي وشعبي واسع، بعد تعرضه وأسرته لاعتداء على يد أنصار الرئيس المعزول عمر البشير، ووجه والي الخرطوم بالتحقيق في الحادثة، كما أجرى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك اتصالا بالأسرة للاطمئنان على أوضاعها. وقُتل عبد السلام كشة، أثناء فض قوات نظامية اعتصام حول محيط قيادة الجيش في 3 يونيو 2019، حيث خلف فض الاعتصام 268 قتيل بحسب لجنة طبية معارضة، فيما تقول وزارة الصحة إن عدد القتلى لا يتجاوز 85. واعتدى أنصار الرئيس المعزول وكيانات إسلامية، أثناء احتجاجات نظموها، الأربعاء، على والد الشهيد عبد السلام كشة وأسرته بالحجارة في منزلهم الكائن بالخرطوم شرق ، مما أدى إلى إصابته بجرح في ساقه. وأطمأن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، على صحة كشة، واعتبر الاستهداف الذي تعرضت له أسرته بمثابة "استهداف لقيم الثورة التي أطاحت بحكم الحركة الإسلامية"، حيث التزم المحتجين طوال أشهر ضد حكم البشير بالسليمة رغم البطش الذي جُوبهوا به من القوات الأمنية. ووصل إلى منزل كشة، فور شيوع نبأ الاعتداء على الأسرة، عشرات السودانيين وأقاموا مخاطبات غاضبة وتلوا شعارات تمجد الثورة وشهدائها، كما تضامن المئات في مواقع التواصل الاجتماعي مع أسرة الشهيد، مطالبين بإجراء تحقيق في الواقعة. وأعلن كشة عبد السلام، في تصريح صحفي، عزمه تقييد إجراءات قانونية ضد المعتدين عليه وأسرته، معتبرًا عدم التزام أنصار البشير والكيانات الإسلامية بالسلمية في تظاهراتهم الداعية إلى إسقاط الحكومة الانتقالية بمثابة دعوة للانفلات الأمني. وطالب وزير العدل والنائب العام ورئيس القضاء بتقديم استقالاتهم لفشلهم في حماية الثورة. وشدد على ضرورة أن تستكمل الجهات العدلية والتنفيذية مهامها الخاصة بمحاسبة المتورطين في قتل الشهداء قبل 30 يونيو المقبل. وبرزت دعوات مكثفة للخروج في مظاهرات بالثلاثين من يونيو الجاري للاحتجاج على تأخر التوصل إلى الجُناة الذين ارتكبوا انتهاكات إنسانية طوال فترة حكم البشير (1989 – 2019). بدوره وجه والي الخرطوم، يوسف آدم الضي، "بالتحقيق الفوري في حادثة الاعتداء على أسرة الشهيد عبد السلام كشة ومعاقبة المعتدين والتصدي لمن يخرق إجراءات الحظر الصحي المفروض من قبل السُلطات الحكومية لمنع تفشي فايروس كورونا على نطاق واسع". واعتذر الضي، في بيان، تلقته "سودان تربيون"، لأسرة كشة، مشيرًا إلى أنهم كحكومة انتقالية تعملوا من والد ووالدة الشهيد عبد السلام معاني الصمود والجسارة وعظم الفداء والتضحية. وأضاف: "في الوقت الذي تسعى فيه الولاية للخروج من الازمة الصحية الناجمة عن تفشي كورونا نتفاجأ بمن يتحدون السلطات ويخرقون إجراءات الحظر الصحي في مسلك غير مسؤول ولا يقيم وزنا لحياة المواطنين ويكشف الافلاس السياسي والاخلاقي الذي وصل اليه فلول النظام البائد". وتابع: "كلما تقدمت ثورة ديسمبر في تحقيق أهدافها وكشف فساد رموز النظام البائد تتحرك الفلول لإيقاف مسيرة كشف فساد قادة النظام السابق". وأشار إلى الشعب لن يسمح بعودة النظام السابق إلى الحُكم.
