الخرطوم 23 أغسطس 2020 – قال تقرير صحفي نشر الأحد إن الجيش السوداني خسر نصف مليار دولار، بسبب تجاهل قيادته الرد على عرض بتدريب طلاب حربيين تابعين لحكومة الوفاق الوطني الليبية التي يرأسها فائز السراج، لتتولى قطر المهمة. ويفتح الكشف عن هذه المعلومات مجدداً الجدل حول موقف السودان من المحاور الإقليمية المصطرعة على ليبيا، وحول علاقات هذا البلد الذي يمر بمرحلة انتقال سياسي صعب بالمحورين التركي والقطري في مقابل الإمارات والسعودية حيث يدور سباق مكشوف بين هذه العواصم على كسب ود الخرطوم. وبينما تم الإعلان رسميا عن زيارة لوزير الخارجية السعودي الى الخرطوم يوم الأربعاء المقبل، أنهى مبعوث قطري خاص محادثات في الخرطوم الأحد جمعته الى كل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك سبقتها مشاورات في جوبا مع رئيس وفد التفاوض الحكومي محمد حمدان دقلو" حميدتي" ركزت جميعها على بحث ملف السلام السوداني. ونشرت صفحة "مونتي كاروو" على فيس بوك وهو حساب معروف في السودان يديره الصحفي ناصف صلاح الدين، الأحد تقريرا قال فيه إن "السودان خسر عقد يقدر الخبراء قيمته الأولية ب 500 مليون دولار، لتدريب طلاب حربيين من دولة ليبيا مع حكومة الوفاق الوطني الليبي التي يرأسها فائز السراج". ورجح خسارة العقد بسبب تجاهل القيادة العسكرية في السودان المشاركة في اجتماع خُصص لهذا الغرض، وذلك قبل أن يذهب العقد التدريبي إلى دولة قطر حيث وقعه وزير دفاعها في طرابلس منتصف أغسطس الجاري. وأشار التقرير إلى أن رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، التقي بالخرطوم، بالسفير التركي عرفان نذير أوغلو خلال يونيو الماضي، وأن الأخير نقل رسالة من حكومة بلاده، تدعو السودان للانخراط في مشروع تدريب وإعادة تأهيل الجيش الليبي تحت مظلة حكومة السراج. وأورد أن السفير حث البرهان على توقيع اتفاق تفاهم ثلاثي بين جيوش السودان وتركيا وليبيا، وأن البرهان طلب منحه مهلة أسبوع للرد، دون أن يبعث به. ونقل التقرير عن مصدر تركي مطلع أن أنقرا ظلت تلاحق الخرطوم للرد، "إلا أن الصمت جاء كأنه رد خجول على العرض المغري بسبب التعقيدات السياسية، وربما مخاوف صناع القرار في الخرطوم مما قد يجره هذا الأمر من غضب ردة فعل أبو ظبي والرياض حال جرى التعاون مع تركيا على خلفية صراع المحاور في المنطقة". وأفاد أن الليبيين كانوا يفضلون الخرطوم مركزاً لتدريب الجيش النظامي الرسمي، بالنظر الى توتر علاقاتهم مع غالب دول الجوار فمصر ليست خيارا واردا بسبب موقفها من حكومة الوفاق، والجيش التونسي والجزائري تم استبعادهما بسبب روابطهما بفرنسا التي لها موقف عدائي من حكومة الوفاق ايضا، وبالنسبة لتشاد فان جيشها لا يوجد لديه روابط ثقافية او مهنية مع ليبيا ولا تزال رواسب الصراع بين الجيشين في مثلث (اوزو) في الثمانينات قائمة. فكان السودان والكلية الحربية هي الخيار الأنسب – حسبما ورد في التقرير. وقال إنه بعد مرور 6 أشهر من الانتظار، جرى استيعاب 250 طالب حربي ليبي في الكلية التركية في اسبارطة بإقليم انطاليا، قبيل التوقيع منتصف أغسطس الحالي في طرابلس على اتفاق تدريب والعمل المشترك بين وزير الدفاع القطري خالد العطية والحكومة الليبية لتدريب الطلاب الحربيين الليبيين في الكليات العسكرية القطرية. وأنشأت الكلية الحربية القطرية أواخر سبعينات القرن الفائت على يد بعثة سودانية عسكرية، انتدبها الرئيس الأسبق جعفر نميري، حيث كان يرأسها العميد أركان حرب آنذاك عبد الرحمن سوار الذهب. ونقل التقرير عن مسؤولين عسكريين تبريرهم التباطؤ في الرد على العرض التركي لعدم وجود وزير للدفاع في تلك الفترة بعد وفاة الفريق جمال عمر. ويملك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع علاقات جيدة مع السعودية والإمارات، وذلك بعد مشاركتهما في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن بمبرر إعادة الشرعية فيها.