فشل السودان ومصر واثيوبيا خلال مفاوضاتهم المضنية حول "سد النهضة" في الوصول الى اتفاق كان يفترض تقديم مسودته الى الاتحاد الافريقي الجمعة، بينما قال وزير الري السوداني إن صيغة التفاوض الحالية لن تقود الى نتائج عملية. وقالت وزارة الري السودانية في تصريح صحفي إن المفاوضات الثلاثية حول ملء وتشغيل سد النهضة والمشروعات المستقبلية على النيل الأزرق تواصلت الجمعة بمشاركة وزراء الري والموارد المائية في الدول الثلاث وبرعاية الاتحاد الإفريقي وحضور الخبراء والمراقبين من الاتحاد الإفريقي، الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة. والتأمت الجلسة بعد مفاوضات مطولة بين الدول الثلاث على مستوى الخبراء لدمج مسودات الاتفاقيات المقترحة من الأطراف المتفاوضة. لكن الاجتماع لم يتمكن من التوافق حول صيغة مشتركة لمسودة الاتفاق التي كان مقرراً تقديمها للاتحاد الأفريقي اليوم الجمعة. وأفادت الوزارة في تصريحها أن السودان شارك في الجلسة رغم تحفظاته بالنظر الى أن للدول الثلاث تجارب مازالت حاضرة في تبني هذه الصيغة في تقريب وجهات النظر، حيث اقترح السودان دورا أكبر للخبراء والمراقبين في التوصل لهذه المسودة المدمجة. وأضافت "بعد تقييم دقيق لتطور المفاوضات ومراجعة عمل فرق الخبراء على مدى الأيام الماضية، بدا واضحا تعثر دمج المسودات الثلاثة". وطبقاً للتصريح فإن الدول الثلاث "اتفقت على انهاء جولة المفاوضات الحالية دون التوافق على مسودة الاتفاق المدمجة المفترض تقديمها لرئاسة الاتحاد الأفريقي بتاريخ اليوم 28 أغسطس 2020، على أن يترك الخيار لكل دولة مخاطبة رئاسة الاتحاد الأفريقي بشكل منفرد". وأكد الوفد السوداني أن المفاوضات هي الطريق الوحيد للتوصل لاتفاق وأنه "سيكون مستعدا لاستئناف المفاوضات في أي وقت بعد التواصل مع رئاسة الاتحاد الأفريقي. وقال ، إن التوصل لاتفاق يحتاج إلى ارادة سياسية ورأى أن استمرار المفاوضات بصيغتها الحالية "لن يقود إلى تحقيق نتائج عملية". والخميس وافق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على خطة لإيقاف المساعدات الخارجية التي تقدمها الولاياتالمتحدة الى إثيوبيا بسبب موقفها في مفاوضات سد النهضة. وأوضح مسؤولون أميركيون ومساعدو أعضاء في الكونغرس حسبما نشرت دورية "فورين بوليسي" أن القرار الذي تم اتخاذه هذا الأسبوع، قد يؤثر على ما يقرب من 130 مليون دولار من المساعدات الخارجية الأميركية لإثيوبيا، ويؤجج توترات جديدة في العلاقة بين واشنطن وأديس أبابا. وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن تفاصيل تقليص المساعدات لم يتم تحديدها بعد، فيما تحدث آخرون عن أن المسألة تتعلق ببرامج تشمل المساعدة الأمنية ومكافحة الإرهاب والتعليم وتدريب العسكريين وبرامج مكافحة الاتجار بالبشر وتمويل المساعدة الإنمائية الأوسع.