قالت تقارير صحفية متفرقة إن العاصمة السودانية استقبلت سراً الأربعاء وفدا اسرائيليا أميركيا مشتركا أجرى محادثات مع نافذين بشأن اللمسات النهائية لإعلان التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب، وذلك وسط صمت حكومي مطبق. ونقل موقع "اكسيوس" الأميركي إن الوفد المشترك توجه الى السودان الأربعاء بشأن اعلان إنهاء "حالة الخرب" بين البلدين حيث ينتظر إعلان التفاصيل خلال الأيام المقبلة. ويؤكد مسؤولون في حكومة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ل"سودان تربيون" إنهم لا يملكون أي معلومات عن هذه المباحثات التي جرت فيما يبدو وسط دائرة ضيقة من المسؤولين السودانيين شارك بعضهم في محادثات أبوظبي التي عقدت في 20 سبتمبر الماضي وقادها ووزير العدل نصر الدين عبد الباري ومستشار لرئيس الوزراء هو علي بخيت. وبحثت تلك الاجتماعات التي استمرت ثلاث أيام "عددا من القضايا الإقليمية وفي مقدمتها مستقبل السلام العربي الإسرائيلي الذي يؤدي إلى استقرار المنطقة ويحفظ حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وفقا لرؤية الدولتين والدور الذي ينتظر أن يلعبه السودان في سبيل تحقيق هذا السلام" طبقا لبيان رسمي. كما ناقشت قضية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والقيود الأخرى التي تفرضها الولاياتالمتحدة على المواطنين السودانيين مثل حرمانهم من المشاركة في (اللوتري) وقانون سلام دارفور وغيرها. وأعلن الرئيس الاميركي دنالد ترمب في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه مستعد لإزالة اسم السودان من قائمة الولاياتالمتحدة الراعية للإرهاب بمجرد أن يدفع السودان 335 مليون دولار كتعويض لضحايا الإرهاب الأمريكيين. وكان إعلان ترمب جزءًا من صفقة أوسع تشمل أيضًا خطوات تطبيع سوداني تجاه إسرائيل. وضم الوفد المشترك الذي زار الخرطوم كبار مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشاري ترامب ، حيث وصل في رحلة مباشرة من تل أبيب إلى الخرطوم على متن طائرة خاصة مستأجرة من مالطا وعاد إلى إسرائيل في ذات اليوم. والتقى الوفد برئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان. وبحسب مصادر مطلعة كان من بين المسؤولين على الطائرة رونين بيريتس ، القائم بأعمال المدير العام لمكتب نتنياهو ومبعوثه إلى العالم العربي. ومن المسؤولين الأمريكيين الجنرال ميغيل كوريا ، المدير الأول لمنطقة الخليج وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي ، وآرييه لايتستون ،كبير مستشاري السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان. قال وزير الخارجية مايك بومبيو الأربعاء إن وزارة الخارجية بدأت عملية رفع تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب. قال بومبيو إنه يعتقد أن هناك أساسًا قانونيًا راسخًا للقيام بذلك - وأنه سيكون هناك إجماع هائل من الحزبين في الكونجرس على مثل هذه الخطوة. وأضاف "نحن نعمل بجد مع السودان لإثبات سبب أن ذلك في مصلحة الحكومة السودانية لاتخاذ هذا القرار السيادي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ونأمل أن يفعلوا ذلك بسرعة". وبحسب "أكسيوس" فإنه يتوقع أن تستمر المحادثات بين الدول الثلاث بإجراء مكالمة هاتفية بين ترمب ونتنياهو والبرهان ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في غضون أيام. وقالت المصادر إن بيانا مشتركا من المقرر أن يصدر بعد الاتصال ، سيؤكد أن السودان وإسرائيل قررا رسميا "إنهاء حالة الحرب" وبدء عملية التطبيع.