الخرطوم 4 نوفمبر 2020 – قال متحدث باسم التحالف السوداني، إن استخبارات الجيش اعتقلت نائب رئيس التحالف من مقر أقامته لساعات، إضافة إلى ثلاثة آخرين لا يزالون قيد الاحتجاز، بتهم تتعلق بتقويض النظام الدستوري. والتحالف السوداني جزء من الجبهة الثورية التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة السودانية في 3 أكتوبر الفائت، حيث وصل عدد من أعضائه مع وفد المقدمة الى الخرطوم لإكمال ترتيبات تنفيذ اتفاق السلام خاصة فيما يتعلق بالمشاركة في السلطة والترتيبات الأمنية. ويضم التحالف 12 حركة مسلحة اعلنت توحدها أثناء المفاوضات في جوبا تحت رئاسة خميس عبد الله أبكر. وقال المتحدث باسم التحالف، حذيفة محي الدين، ل "سودان تربيون"، الأربعاء إن "نائب رئيس التحالف السوداني الفريق سعيد يوسف ماهل، اعتقل بيد قوة مسلحة من جهاز الاستخبارات بالجيش السوداني، من مقر إقامته بفندق أنوار المدينة الساعة العاشرة مساء الثلاثاء وتم إطلاق سراحه الساعة الرابعة صباحا". وطالب المتحدث الحكومة السودانية باتخاذ إجراءات واضحة وحاسمة تجاه ما وصفه بأنه " تهديد وابتزاز لقيادة التحالف السوداني" وإطلاق سراح ثلاثة من أعضاء التحالف الموقوفين بمقر يتبع لاستخبارات الجيش. والمعتقلون هم عبد السلام قادم، سعيد علي حمزة ومحمد عبد الرحمن. وأشار إلى أن التحالف عقد اجتماعا الأربعاء مع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان حميدتي وعضو مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين الكباشي المتواجد في جوبا. وأفاد بأن حميدتي وكباشي أوضحوا لهم إن الاعتقال جاء على خلفية "تخطيط مجموعة من قبائل الرزيقات لتقويض النظام الدستوري". وتحدثت تقارير صحفية مؤخرا عن تسريح قوات الدعم السريع ل 2600 من جنودها واعتقال قادة فيها، بسبب تورطهم في التخطيط للانقلاب على قائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي وشقيقه الفريق عبد الرحيم الذي يشغل منصب القائد الثاني فيها، لصالح الزعيم القبلي موسى هلال الذي لا يزال قيد الاحتجاز منذ اعتقاله في 2017. وحمل حذيفة محي الدين الحكومة مسؤولية سلامة عضويته في وفد مقدمة الجبهة الثورية المتواجد في الخرطوم، معتبرا "ما تم من سلوك تجاه قيادة التحالف السوداني انتكاسة في مسيرة السلام وخرق واضح لاتفاق جوبا التي كفلت حصانات لكل قيادات وفد المقدمة". ونفي المتحدث أن يكون اعتقال نائب رئيس التحالف والثلاثة الآخرين من عضويته بسبب أنباء تحدثت عن انخراطهم في عمليات تجنيد واسعة بأطراف الخرطوم ومنح المجندين رتباً عسكرية لاستثمار ذلك عمليات الدمج والتسريح عند تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية. وشدد على أن ذلك عار عن الصحة تماماً. وأضاف: "الجبهة الثورية عقدت قبل فترة اجتماع حول موضوع التجنيد ووجه الاتهام إلى حركة العدل والمساواة بتوزيع رتب على أشخاص لكن قيادة الحركة نفت ذلك". وتابع: "تم التأمين على عدم تجنيد أي أشخاص في أطراف الخرطوم". وأشار حذيفة إلى أن التحالف يقوم بعمل سياسي وتنظميي في الخرطوم وأن العمل العسكري محصور "في مواقع التجميع حسب الترتيبات الأمنية". وقال المتحدث إن القوة التابعة لاستخبارات الجيش نفذت عملية الاعتقال بطريقة استفزازية، حيث أوشكت على الاشتباك مع قوات الشرطة المتواجدة بالفندق، وذلك بعد أن أغلقت كل الطرق المؤدية إلى المكان. وأبدى حذيفة تخوفه من اعتقال قادة التحالف فور وصولهم الخرطوم المقرر في 15 نوفمبر الجاري. بدوره، عاب المتحدث باسم وفد مقدمة الجبهة الثورية إبراهيم موسى زريبة، اعتقال جزء من عضوية وفد المقدمة، مشيرًا إلى عدم امتلاكهم معلومات حتى الآن عن أسباب الاعتقال. وأضاف، في تصريح ل "سودان تربيون": "يجب أن تكون هناك حصانة لوفد مقدمة الجبهة الثورية". وأشار زريبة إلى أن وفد المقدمة سيجري ترتيبات مع حكومة الانتقال لا ستعالجها في إصدار مراسيم العفو بصورة سريعة، موضحا أن العفو لا يشمل الحق الخاص.