الخرطوم 12 يناير 2021 حث السودان المنظمات الإقليمية والمجتمع الدولي لإدانة الأعمال الإجرامية التي تنفذها المليشيات الإثيوبية على الشريط الحدودي واستهدافها للمدنيين، في وقت تدخلت الامارات العربية المتحدة لتهدئة الأوضاع. وأدى هجوم شنته مليشيات اثيوبية الإثنين على مناطق " ليّة" و"كولي" التابعتين لمحلية الفشقة إلى مصرع 5 نساء وطفل، فيما عثر الجيش السوداني الثلاثاء على جثة امرأة من بين اثنتين فقدتا في هجوم الأمس. وقالت وزارة الخارجية، في بيان، تلقته "سودان تربيون"، الثلاثاء: "تعرضت، أمس، محلية القريشة بشرق السودان لعدوان مسلح غادر من عصابات الشفتة الإثيوبية راح ضحيته خمس سيدات وطفل وفقدان سيدتين جميعهم سودانيون كانوا منهمكين في عمليات الحصاد". وأشارت إلى أن الحادث وقع في منطقة ليّة وكولي الواقعتين بمنطقة الفشقة على بعد خمسة كيلومترات من الحدود مع إثيوبيا. وأضاف البيان: "إذ تدين وزارة خارجية جمهورية السودان بأقوى العبارات هذا العدوان الغاشم، وتستنكر استهداف المدنيين العزل، فإنها تناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية إدانة هذه الاعمال الإجرامية والمطالبة بإيقافها فورًا". وقالت مصادر عسكرية ل "سودان تربيون"، في وقت سابق، إن الجيش السوداني بدأ في تمشيط المنطقة وملاحقة القوات الإثيوبية فور وقوع الهجوم. وأفادت المصادر بأن التوقعات تشير إلى نذر مواجهات عسكرية بعد مناورات برية للجيشين السوداني والإثيوبي قرب الحدود فضلا عن تنفيذ الطيران الحربي الإثيوبي طلعات جوية الأولى من نوعها في المناطق الحدودية بإقليم الأمهرا المجاور لمنطقة القلابات السودانية. وأعاد الجيش السوداني منذ نوفمبر الماضي انتشاره في منطقتي الفشقة الصغرى والكبرى وقال لاحقا إنه استرد هذه الأراضي من مزارعين إثيوبيين كانوا يفلحونها تحت حماية مليشيات إثيوبية منذ العام 1995. الى ذلك نقل موقع (مونتي كاروو) الإخباري، الاثنين إن دولة الإمارات تقود مبادرة وساطة لإنهاء التوتر بين الخرطوم وأديس أبابا، الذي سببه حملات الجيش السوداني لبسط سيطرته على جميع أراضيه الواقعة في الحدود الشرقية. وأكد مسؤول حكومي رفيع المستوى ل "سودان تربيون" الثلاثاء وجود اتصالات إماراتية بغرض تهدئة الأوضاع مع اثيوبيا لكنه لفت الى أن الوساطة لم تتخذ طابعاً رسمياً بعد كما نفى اقتراح الوفد الاماراتي عودة الجيش السوداني الى مواقعه السابقة، مردفا " حتى إذا اقترحوا ذلك لن نقبل، لأن الجيش يتحرك داخل حدود السودان". وتقول الحكومة السودانية إن الحدود بين السودان واثيوبيا متفق عليها دوليا ويفترض فقط وضع العلامات وليس الترسيم. وكان "مونتي كاروو" تحدث عن وصول وفد اماراتي الى الخرطوم في السادس من يناير الجاري في زيارة غير معلنة برئاسة الأمين العام لمجلس شؤون الحدود الإماراتية يوسف إبراهيم. وأشار إلى أن الوفد الإماراتي التقي بعضو في مجلس السيادة ورئيس المفوضية القومية السودانية للحدود معاذ محمد تنقو. ونشط السودان مؤخرا في تكثيف جهوده الدبلوماسية لشرح "أن ما يحدث في الحدود الشرقية هو إعادة انتشار الجيش في المساحات التابعة للبلاد"، حيث زار وفد من مجلس السيادة كل من إريتريا وجنوب السودان. وينتظر أن تتوجه وفود رسمية خلال الساعات المقبلة الى كل من مصر والسعودية بشأن ذات الملف.