لاتزال الخرطوم الرسمية تستعصم بالصمت حيال التفاهمات التي جرت بين قادتها ومسؤولين إسرائيليين أجروا محادثات غير مسبوقة في العاصمة السودانية يوم الاثنين الماضي. وكشف موقع "اكسيوس" الأربعاء مزيدا من التفاصيل حول اللقاءات التي اجراها وزير المخابرات الاسرائيلي ايلي كوهين مع القيادة السودانية ممثلة في مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى تقدمهم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ووزير الدفاع ابراهيم يسن. ولم يصدر عن حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أي تعليق حيال هذه الاجتماعات، كما لم يوضح مجلس السيادة تفاصيل حول هذه المشاورات. ونقل الموقع الأميركي إن إسرائيل أرسلت مسودة اتفاق إلى السودان لإقامة علاقات دبلوماسية قبل عدة أسابيع، لكن مسؤولي الخرطوم لم يردوا عليها. وأضاف" أثار وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين هذه القضية في الخرطوم خلال أول زيارة لوزير إسرائيلي للسودان". وبحسب الموقع فإن كوهين أبلغ رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، أن إسرائيل لن تكون قادرة على المضي في المشاريع والتعاون المتوقع حتى يتم توقيع اتفاق رسمي، وأفاد أن البرهان قال إنه مستعد للمضي قدمًا -لكنه يريد من إدارة بايدن المصادقة على الاتفاقية واستضافة حفل توقيع في واشنطن. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن الخطط السابقة لتوقيع الاتفاق قبل مغادرة ترامب لمنصبه أخرجت عن مسارها بسبب الأحداث السياسية في واشنطن. والخطوة التالية قبل التوقيع على الاتفاقية، سيتعين على السودانيين إلغاء قانونين: قانون مقاطعة إسرائيل، الذي يحظر أي تجارة مع الكيانات الإسرائيلية، وقانون يمنع المواطنين السودانيين من زيارة تل ابيب. وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ضغطت على حكومة الخرطوم للموافقة على التطبيع مع إسرائيل كأحد الشروط المفصلية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وبثير موضوع التقارب مع إسرائيل ردود أفعال متباينة في السودان بعد تأكيد حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أن هذا القرار ليس من صلاحيات حكومة الانتقال وينبغي تركه لحكومة منتخبة، قبل أن تعدل عن هذا الرأي تحت الضغط الأميركي للقول بأن اتفاق التطبيع ينبغي اجازته من المجلس التشريعي الانتقالي الذي لم يتم الاتفاق على تكوينه بعد.