عاود الجنيه السوداني رحلة تدنيه امام سلة العملات الأجنبية في تداولات السبت بعد ساعات من تصريحات لوزيرة المالية السابقة حول عدم علمها بدخول منحة بقيمة 500 مليون دولار لخزينة بنك السودان المركزي. ومنذ تشكيل الحكومة الجديدة في السودان قبل أيام شهد سعر الصرف للجنيه حالة من التحسن متزامنة مع انخفاض حدة المضاربات وتراجع الطلب حتى وصل سعر البيع للدولار 335 جنيها بعد ارتفاعه إلى أكثر من 400 جنيها في وقت سابق. وطبقا لمتعاملين تحدثوا ل "سودان تربيون" السبت فإنه جرى تداول الدولار الواحد ب 365 و370 جنيه مقابل 335 و340 جنيه نهاية الأسبوع فيما سجل سعر البيع للريال السعودي 95 جنيها والشراء 92جنيها بينما بلغ سعر البيع للدرهم الاماراتي97 جنيها والشراء 95 جنيها. وارجع المتعاملون انخفاض سعر الجنيه إلى زيادة الطلب وشح المعروض بعد وقت وجيز من تصريحات وزيرة المالية السابقة لم تؤكد فيها دخول وديعة بقيمة 500 مليون دولار لبنك السودان المركزي. وأفادوا أن نبأ تسلم الحكومة للوديعة الكبيرة اسهم لحد واضح في ارتفاع قيمة العملة الوطنية لكن حديث الوزيرة أشاع حالة من الارتباك في السوق الموازي وهو ما يعني أن يشهد الجنيه "هبوطاً عنيفاً" في مقبل الأيام. وقال أحد المتعاملين مفضلا عدم ذكر اسمه ل سودان تربيون إن الأسواق الموازية تشهد حاليا ارتفاع في حجم الطلب وعودة المضاربات ما سيؤدي إلى مزيد من التراجع للجنيه خلال الأيام المقبلة. وتسبب تراجع الجنيه في تفاقم الضائقة المعيشية وارتفاع أسعار السلع والخدمات إلى مستويات غير مسبوقة قبل أن تبدأ في التحسن متزامنة مع استعادة الجنيه بعضا من تعافيه أمام العملات الأجنبية. وحذر عدد من التجار من عودة ظاهرة الارتفاع الكبير في اسعار السلع بعد عودة الجنيه لرحلة التدني مجددا. ونقلت تقارير إعلامية عن ان حملات السلطات على تجار العملة أسفرت خلال الأيام الماضية عن اعتقال 250 تاجر، بينهم عناصر من النظام السابق وبحوزتهم حوالي 400 ألف جنيه سوداني و100 ألف دولار، وواجهتهم ببلاغات تحت المادة 6/5 من قانون النقد الأجنبي. ونوهت إلى أن الحملات التي أطلقت عليها عمليات (تجفيف المنابع) جاءت إنفاذاً لخُطة الإدارة العامة لمباحث التجارة والتموين لرصد النشاط الإجرامي ومُحاربة جميع الأنشطة الهدّامة التي تؤثر سلباً على الاقتصاد الوطني ومُحاربة تجارة العملات الأجنبية خارج الإطار المصرفي. وكثّفت الفرق الميدانية، نشاطها لحسم هذه الظاهرة، وشملت الحملات وسط الخرطوم والشوارع الرئيسية وكلاً من شرق النيل وأم درمان الكُبرى ومطار الخرطوم ومنطقة السجانة.