بدأت الأربعاء عملية فرز الأصوات في الاستفتاء الأحادي حول مستقبل منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان، بينما نفت الخرطوم دعمها لأي استفتاء أحادي سواء من المسيرية أو الدينكا. فيما تعتزم قبيلة المسيرية رفع مذكرة احتجاجية للامم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الافريقى كما طلبت من الرئيس عمر البشير الغاء كل التفاهمات مع قبيلة الدينكا. الرئيس المشترك للجنة إشراف أبيي جانب السودان "أجوك" الخير الفهيم المكي وقال المراقب المستقل الموجود في المكان، تيم فلاتمان، "إن عملية تعداد الأصوات الشاقة بدأت"، واصفاً العملية بأنها "بطيئة لكنها شفافة". وينتظر إعلان النتائج مساء الأربعاء أو الخميس. والناخبون مدعوون للاختيار بين انضمام أبيي - حيث ينتشر نحو أربعة آلاف جندي من قوات حفظ السلام- إلى السودان أو جنوب السودان. و جرى الاستفتاء الذي وصفه الاتحاد الأفريقي بأنه "خطر على السلام" من الأحد إلى الثلاثاء، ولم تعترف به الخرطوم ولا جوبا ولا المجتمع الدولي. وأكد رئيس لجنة إشراف أبيي المشترك جانب السودان، الخير الفهيم، في تصريح نقله المركز السوداني للخدمات الصحفية، الاربعاء عدم دعم السودان لقيام أي استفتاء أحادي الجانب بأبيي سواء من دينكا نقوك أو المسيرية. وشدد على ضرورة تكوين المؤسسات المدنية والتشريعية بالمنطقة الموقعة في يونيو 2011م. وكشف عن إدانة الأممالمتحدة لدينكا نقوك بعد اصرارهم على قيام استفتاء أحادي بأبيي، مشيراً إلى أن حقوق المسيرية بالمنطقة أكبر من الدينكا الذين يمثلون 10% فقط من سكان المنطقة، مندداً ببروتوكول أبيي الذي اعتبره أسوأ بروتوكول تم توقيعه على وجه الأرض، لانه يحرم المسيرية من حقوقهم بالمنطقة، بجانب أنه يحتوي على القبلية والعرقية. وسخر الفهيم مما يجري الآن بأبيي، واصفاً من يقومون به بأنهم شعروا بالتهميش من جانب دولة جنوب السودان، كاشفاً عن عودة ألفي أسرة من رعاة المسيرية لمنطقة أبيي خلال الفترة الماضية. وفي سياق ذي صلة، أبدى زعماء الإدارات الأهلية بجميع ولايات السودان استعدادهم للوقوف بجانب المسيرية للدفاع عن منطقة أبيي. وقال الحريكة محمد عثمان، إن المسيرية يعتزمون رفع مذكرة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، احتجاجاً على ما يقوم به دينكا نقوك من استفتاء أحادي بأبيي، كاشفاً عن جاهزية (30) ألف من أبناء المسيرية حال إعلان أبيي تابعة لجنوب السودان. وأكد عثمان رفعهم مذكرة للرئيس عمر البشير لإلغاء كافة الاتفاقات الموقعة مع دينكا نقوك بشأن أبيي، بسبب الخروقات التي يقومون بها في أبيي ، واحتدم النقاش بين رئيس البرلمان السودانى احمد ابراهيم الطاهر وزعيم كتلة نواب المعارضة إسماعيل حسين بشأن إجراء الإستفتاء الآحادي بمنطقة أبيي . وحمل حسين مسئولية ما يجري فى أبيي من إستفتاء لحكومتي البلدين ، وقال " عندما تتقاعس الحكومات تتحرك الشعوب، مشددا على أن هنالك واقع بالمنطقة يحتاج للمعالجة . بينما وصف الطاهر حديث زعيم المعارضة بالمتعاطف مع المجموعة التى نظمت إستفتاء أبيي ودعاه لعدم القاء اللوم على حكومتى البلدين لكن حسين سارع للرد عليه قائلا " لم أتحدث عن تعاطف مع ما يجري فى أبيي". وأعتبر الطاهر خلال حديثه فى جلسة البرلمان الاربعاء ما يحدث فى أبيي تمرد على غرار ما حدث فى جنوب كردفان والنيل الأزرق ، مشددا على أن المجموعة التى نظمت إستفتاء أبيي تحاول الإيقاع بين البلدين ، وأضاف " مهما حصل من تحرك فلن تكون له شرعية".