أطلق الامين العام للحركة الشعبية – شمال- ياسر عرمان نداء عاجلا لقوى المجتمع المدنى فى السودان وحثها على التصدى لما اسماه "هجمة الاستثمار الطفيلى" فى اعقاب اعلان الحكومة اعتزامها إخلاء منتزها عريقا فى واجهة مقرن النيلين تمهيدا لاستثمار موقعه ونوه الى ان إلتقاء النيلين الأبيض والأزرق يُعتبر تُراثا طبيعيا عالميا وفق تصنيف ( اليونسكو) ومنظمات دولية مُهتمة بالتراث ، لاتجيز اغلاق الواجهات المائية . عرمان وآل منتزه المقرن الذي افتتح إبان عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، إلى منظمة الشهيد بعد وصول نظام الإنقاذ إلى سدة الحكم في يونيو 1989، وأطلق عليه منتزه "الشهيد"، ويقع عند مقرن النيلين الأزرق والأبيض تماما، ما يجعل موقعه نادرا ومميزا من الناحية الاستثمارية. واتهم عرمان فى تصريح ل"سودان تربيون" السبت حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالتصرف فى كل السودان بالبيع والشراء وتمزيقه إلي قبائل . و قال ان النظام تبرع ايضا بحدوده في عقود إذعان مع العالم الخارجي ومع الدول صغيرها وكبيرها مستخدما الموارد ضد شعوب السودان وقبائله . ووصف ياسر اعتزام الحكومة بيع واجهات وشواطئ النيلين في الخرطوم بلمشروع الخطير علي البيئة ، وقال انه بدأ بغابة السُنط ( غابة الخرطوم ) حينما حاولت الحكومة من قبل إنتزاع 20 % من تلك الغاابات لبناء ميدان للعبة( القولف ) بالإتفاق مع بعض رجال الأعمال بينهم أسامة داؤود . ودمغ عرمان والى الخرطوم الاسبق عبد الحليم المتعافي بابتدار وضع خُطة لبناء الخرطوم الجديدة ، واغلاق الواجهات المائية وتشييد بنايات وأبراج سكنية يختلط فيها غسيل الأموال والنهب وإستباحة موارد الشعب السوداني مع فضلات أوساخ وبقايا ونفايات أكثر من 200 ألف من ساكني تلك الأبراج – وفق تعبيره-. وأشار الى ان المقرن يعتبر من المتنزهات القليلة التي تبقَت لسكان العاصمة في وجه النهب الإستثماري ولفت الى ان كثير من الخبراء حروا من أن التضييق علي النيل الأبيض الذي يتوسَع في مناطق الغابة والأراضي الممتدة بالقرب منه عند الفيضانات سيؤدي إلي إغراق بعض جزر الصيادين في النيل الأبيض . ونقلت تقارير صحفية في 2013 عن منظمة الشهيد، أنها سترحل كل الألعاب والمباني بالمنتزه للاستفادة من مساحته في مشروع استثماري يؤمن تطوير المنطقة ذات السمات الجمالية العالية. وكانت حكومة ولاية الخرطوم باعت في وقت سابق حديقة الحيوانات على شارع النيل للحكومة الليبية التي شيدت مكانها فندق برج الفاتح " كورنثيا حاليا". ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية، الجمعة، عن المتحدث باسم حكومة ولاية الخرطوم محمد يوسف الدقير، قوله إن قرار الأخلاء جاء بناءاً على توجه الولاية لجعل منطقة مقرن النيلين واجهة سياحية ومتنفساً للمواطنين. وأوضح الدقير أن حكومة الولاية قررت إخلاء المباني الموجودة في شاطئ النيل من جامعة الخرطوم وحتى مقرن النيلين بجانب مد الشارع من المنشية ليتجه جنوباً حتى شارع ودمدني بضاحية سوبا ليصبح أطول شاطئ سياحي بالمنطقة بلا حواجز تعيق رؤية النيل. وكشف الامين العام للحركة عن اجراءه العديد من الاتصالات أثناء الفترة الإنتقالية ببعض المهتمين بقضايا البيئة والتراث والتاريخ وبالمثقفين فضلا عن اثارته القضية في البرلمان الإنتقالي و الصحف وانه رفض الرضوخ لاتصالات من جهات منتفعه باسم الاستثمار حاولت حثه على تهدئه الحملة. وقال عرمان ان وزير الاستثمار الحالى مصطفي عثمان إسماعيل لن يتواني في بيع السودان كله إذا وجد مشترى ، وعدها وسيلة للاستمرار فى الحكم قبل الدخول فى إنتخابات جديدة بحثا عن شرعية قال عرمان انها لن تاتى ابدا. وحرض ياسر سكان الأحياء على ضفاف النيل في العاصمة ومنظمات المجتمع المدني مسميا النساء والشباب والطلاب والمدافعين عن البيئة التصدَي للخطوة وايقافها.