الخرطوم 1 أغسطس 2014 كشف وزير المعادن السوداني موافقة قيادة الدولة على قيام جسم رقابي لمراقبة قطاعات التعدين الأربعة، وهو ما يحكم سيطرة الحكومة على قطاع التعدين التقليدي الذي يعمل فيه الملايين من السودانيين ويتعرض انتاجه للتهريب. التنقيب عن الذهب بات حرفة لكثير من السودانين بعد إكتشاف ان البلاد تحتوي على كميات معتبرة من المعدن النفيس وحسب وزير المعادن أحمد محمد الصادق الكاروري، فإن الجسم الجديد سيحل بدلا عن إدارة الرقابة على التعدين التي تهتم بالرقابة على شركات الامتياز فقط، وشدد على أن وزارته ستبسط سيطرتها تماما على التعدين الأهلي بنهاية العام الحالي. ويساهم التعدين التقليدي بنسبة 90% من إنتاج الذهب في السودان، ويعود ريعه لصالح المعدّنين الأهليين، لكن أغلب انتاج هذا القطاع يتم تهريبه عبر الحدود المفتوحة مع دول الجوار، ويبلغ عدد العاملين بالتعدين التقليدي والمهن المصاحبة له نحو 5 ملايين نسمة. وأشار الكاروري إلى أن الجسم الرقابي الجديد وصل مرحلة التسجيل لدي المسجل التجاري، متوقعا اكتمال كافة الاجراءات نهاية أكتوبر المقبل توطئة لانطلاق عمله. وكشف وزير المعادن خلال مخاطبته اجتماعا لمدراء المكاتب الولائية عن رؤية وزارته لتنظيم التعدين التقليدي الذي قال إن 90% من إنتاج البلاد من الذهب يأتي عبره، وقال إن إنتاج الذهب في النصف الأول من العام 2014، بلغ 34 طناً منها 29 طناً من التعدين الأهلي والبقية من الشركات التي تعمل في التعدين. وأشار إلى أن أهم ما في تلك الرؤية قيام احصاء شامل للمعدنين التقليديين ومنحهم رخص محددة ليتحول التعدين التقليدي الى تعدين صغير وأن تؤخذ نسبة 10% منهم توزع مناصفة بين المركز والولايات، وأكد تكوين لجنة لمتابعة تنفيذ هذه الاجراءات. وكشف الوزير عن تنفيذ 3 وثبات تشمل 15 ولاية لتنفيذ تلك الإجراءات التي قال إن رأس الرمح فيها هي المكاتب الولائية التي ستفوضها الوزارة بكافة الصلاحيات لمتابعة التنظيم من مرحلة التصديق ومتابعة العائد الى الجوانب المتعلقة بالصحة والسلامة. وتنتشر مناطق التعدين التقليدي في أكثر 800 موقع في معظم ولايات السودان الشمالية والغربية، وبلغت صادرات البلاد من الذهب أربعة مليارات دولار خلال السنوات الثلاث الماضية. من جهته كشف المدير العام للهيئة العامة للابحاث الجيولوجية يوسف السماني عن اتجاه الوزارة خلال الفترة المقبلة لمراجعة كافة الاتفاقات الموقعه مع الوزارة. إلى ذلك أعلن وزير المالية بدر الدين محمود، أن معدن الذهب أصبح حالياً يشكل المورد الأول للصادرات السودانية. وقال وزير المالية خلال اجتماع ثلاثي ضمه إلى جانب وزير المعادن ومحافظ البنك المركزي عبد الرحمن حسن، إن الذهب يشكل المورد الأول بالنسبة للصادرات السودانية وتأتي من بعده صادرات الثروة الحيوانية والصادرات الزراعية. وقال الوزير إن الاجتماع يأتي في إطار التعاون والتنسيق بين وزارته وبنك السودان ووزارة المعادن، فيما يتعلق بتحصيل عوائد المعادن وسياسات صادر قطاع التعدين. وشدد على ضرورة سيطرة وزارة المعادن على التعدين الأهلي ومخلفاته وما تحققه من عوائد للدولة.
