عزت وزارة الخارجية السودانية إغلاق المركز الثقافي الإيراني في العاصمة الخرطوم لنهديده ما اسمته الامن الفكري والاجتماعي في البلاد . مقر وزارة الخارجية السودانية وقال المتحدث باسم الوزارة يوسف الكردفاني في تصريحات الثلاثاء إن السودان ظل يتابع نشاط المركز الثقافي الإيراني وفروعه بالولايات ، و تأكد له مؤخراً بأن المركز تجاوز التفويض الممنوح له والاختصاصات التي تحدد الأنشطة التي يخول له القيام بها ، الأمر الذي أصبح مهدداً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان . مضيفا "أصبح من الضروري اتخاذ موقف من هذا المركز بصورة رسمية ، مما استدعى اتخاذ قرار إغلاق المركز وفروعه ." واكد المتحدث استدعاء القائم بالأعمال الإيراني في الخرطوم وإبلاغه بقرار إغلاق المركز وإمهال المستشار الثقافي والعاملين بالمركز 72 ساعة لمغادرة البلاد . ونقلت مجموعات على "الواتساب" عن مصادر من داخل المستشارية الثقافية الايرانية ان موظفيها غادروا الى طهران منذ شهر، وان المركز يوالى نشاطاته بنحو اعتيادي دون ان يتلقى اخطارا بالاغلاق وطبقا للمصدر فان المستشارية لاتملك اي فروع لها في الولايات السودانية الاخرى باستثناء العاصمة الخرطوم. وترجح تسريبات صحفية ان يكون قرار الحكومة السودانية نابع من حالة قلق وتحذيرات اطلقتها دوائر دينية واعلامية حيال انتشار الفكر الشيعي وسط الشباب السوداني بعد تكثيف الملحقية الثقافية الايرانية انشطتها في الخرطوم. وكانت منابر خطابية عديدة حذرت في المساجد السلطات السودانية من تمدد الفكر الشيعي وعدته تطورا خطيرا ينبغي الالتفات إليه وحسمه. واعلنت جماعة جهادية تحت اسم "أبوحمزة " الشهر الماضي استهدافها كل من العضو المنتدب السابق لشركة سكر كنانة محمد المرضي التجاني بوصفه الممول لأفكار "الرافضة" في السودان، والنيل أبوقرون الذي تتهمه الجماعة بالترويج للمذهب الشيعي بينما ينفي الرجل عن نفسه تلك التهمة. ووصف المجمع الصوفي العام إغلاق المركز الثقافي الإيراني بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح لتنقية الساحة الدينية من الأفكار التي وصفها بالضالة وتصحيح الوضع الديني المختل في السودان . وافتتح اول مركز ثقافي ايراني في السودان عام 1988 في عهد حكومة رئيس الوزراء الاسبق الصادق المهدي وتزايد المد الشيعي في السودان في عهد الحكومة الحالية التي يراسها المشير عمر البشير سيما في ظل تحسين علاقاته بدولة ايران. وشدد نائب رئيس المجمع الصوفي العام الدكتور الشيخ عبد السلام الكسنزاني على ضرورة اتباع تعليق تشاط المستشارية بإجراءات لاحقة بإغلاق جميع الحسينيات والمدارس الشيعية والتي تبث الضلال في المجتمع. واشار في تصريحات الثلاثاء الى أن جهود المجمع أثمرت خيراً كبيراً بهذه الخطوة وقال ان المتصوفة وقفوا بقوة ومازالوا في وجه المد الشيعي بالسودان في إشارة إلى المواجهات التي قادها المجمع الصوفي في مواجهة تحركات النيل أبو قرون للتبشير بالمذهب الشيعي بالسودان. وكانت السلطات بولاية النيل الابيض منعت في وقت سابق ابو قرون من زيارة مدينة شبشة الشيخ برير بالولاية لدواعي امنية في اعقاب خروج مسيرات حاشده منددة بالمذهب الشيعي. واعتبر عبد السلام ان قار الحكومة يمثل خطوة إيجابية كبيرة تستحق الوقوف معها بقوة، برغم تبعاتها السياسية اللاحقة . وامتدح السلطات المختصة مطالباً في الوقت ذاته بإجراء مماثل لمكافحة جماعات التطرف الوهابي في البلاد حتى يعود السودان بلداً للوسطية والتسامح الديني – وفق تعبيره- .