ليكم الطاهر ساتي [email protected] ا لمجتمع كل فرد فيه يفتخر بالإنتماء إليه..( تصوم وتفطر على خير) ** لأهل الريف، ولسواعدهم التي تفلح أرض بلادي تحت لظى الشمس، لتطعم الناس قمحا وأملا .. لهم الثناء، وهم يزينون مسيد القرية بالبروش والأباريق والأزيار ثم بالوجوه المتوضئة والتي على سيماها آثار الكد والكسب الحلال تشع بالضياء..لهم الحب، وهم يفترشون ثرى البلد زمرا عند المغيرب ويتراصون كما الكواكب والنجيمات الزاهية،بحيث لاتميز فقيرهم عن ثريهم من أثر التراحم والتآخي في هذا الشهر الفضيل..لهم الود، وهم يغرسون قيم الخير والسخاء في موائدهم العامرة ب(عرق الجبين)، ويعضون على فضائل مجتمعنا بالنواجذ، بلا رياء يذهب أجرهم أو من يفضح أمرهم، بل بصدق النوايا وسلامة التربية يتمسكون بتلك الفضائل..كيف يمضي نهاركم بلا هواء بارد؟، وكيف يبتل ريقكم بلا ماء مثلج؟، وكيف يحتمل بعضكم بعضا في تلك الصفوف؟، أوهكذا يسألونكم حيارى أهل المدائن، ولو كانوا يعلمون بما في نفوسكم من اليقين والقناعة والمحبة لتكالبوا عليكم هربا من زيف حياتهم ولكنهم يجهلون ..انها رحمة الله، ولايهبها إلا للأنقياء والأصفياء من عباده، فهنئيا لكم - أحبابي في الأقاصي - تألف قلوبكم وتآخي نفوسكم، وطبتم وطابت حياتكم وتقبل الله صيامكم ..!! ** ولرجال تعاهدوا على حماية الناس والبلد شرقا وغربا وشمالا جنوبا، وأقسموا بأن يتخذوا الخنادق والملاجئ وخطوط النار مساكنا تأوى صيامهم وقيامهم، تاركين بينهم وبين أطفالهم وأهلهم أميالا من الذكرى و(أمل التلاقي)، وعلى العهد تمضي عزيمتهم حتى لايؤتى الوطن الحبيب من قبلهم بغدر غادر أو معتد أثيم..لهم الحب، وهم يهبون حياتهم للموت والجرج والأسر والبعد عن الآل والأهل والبلد بلا من أو أذى، ليهبوا حياة البلد أمناً ولحياة الناس سلاما ول(يعيش سوداننا علما بين الأمم)..لهم التقدير، وهم يتوشحون بالكبرياء نوطا ويلتحفون الصمود ثوبا ويتزينون بالثبات وشاحا ويستظلون بالتضحية في سبيل ثرى وطنهم ظلا وريفا..أطفالكم هم أطفالنا أيها البواسل، وحرائركم هن حرائرنا، وأمهاتكم هن أمهاتنا، وأباءكم هم أباءنا، وبقدر ما تعطون لهذا البلد من البذل والعطاء - روحا ودما ورباطا وصبرا - نحمل لكم ولأسركم أضعافا وأضعافا من الوفاء والشكر النبيل..أكرم الله وطنكم بسلام يعيدكم الي دياركم أبطالا كما خرجتم منها أبطالا، لتمتلئ البيوتات الصغيرة بالفرح والبيت الوسيع ب(الأماني الحلوة والحب الجميل)، وليس ذلك على الله بعسير..وتقبل الله صيامكم وصيام أهلكم ..!! ** ولكل مخلص دأب أن يخرج حين يسدل الليل أستاره ليطفئ غضب الرب وينال رحمته وبركته، والناس نيام.. لهم الحب، وهم يطرقون بيوت الطين وأكواخ المتعففين برفق تحت جنح الظلام، ثم يغادرونها سريعا حتى لا تعلم يسراهم ما قدمت يمناهم ليتامى فقدوا الأب ولكنهم لم - ولن يفقدوا - رحمة السماء، أولأرامل يكدحن بشرف واستبدلن موت عزيزهن بإحياء العزة والعفة التي في نفوسهن لتكون لأنجالهن نبراسا يضئ مستقبلهم بالكرامة التي عجزت محن الزمن عن كسرها ..الى أخيار بلادي، وهم يدثرون فقراء بلادي بكريم خصالهم، ليستقبلوا الشهر الفضيل بالفرح والسعادة و(راحة البال)، تقبل الله صيامكم وما جادت به يمينكم..ولكل أم فقدت ابناً ، زوجاً ، أو اخاً ذهب إلى العلياء مغفورا له بإذن الله، لكل أم فرضت عليها أقدار السماء تحمل صعاب الحياة و ضنكها بإرادة صلدة و صبر لا يئن، لكل أم تعد ابناً او ابنة إلى المستقبل بعدة العلم وعتاد القيم الفاضلة، رمضان كريم وتقبل الله صيامكن وزادكن عزما وصبرا ورحمة وايمانا واحتسابا..ولأمي وأبي و أزاهير بيتي وأشقائي وشقيقاتي وأهلي ومعارفي ولأصدقائي الأوفياء لوطنهم وأهلهم أينما كانوا- بالداخل تتنعم قلوبهم بحب الأهل والديار كانوا أو بالخارج يحملون الأهل والديار حبا في قلوبهم - ولشعب كل فرد فيه يفتخر بالإنتماء إليه..لكم جميعا صادق الدعاء بأن يتقبل الله صيامكم وقيامكم، وبأن تصوموا وتفطروا على خير....!! ............. نقلا عن السوداني نشر بتاريخ 01-08-2011