- حتي متي يتواصل الصمت السوداني الرسمي علي الاحتلال المصري لمثلث حلايب الإستراتيجي بالنسبة للعمق السوداني ؟ وحتي متي نستمر في تقبل الظلم المصري علي مضض والاستعلاء الذي تمارسه الحكومة المصرية في تعاملاتها في الشأن السوداني ... هذه اسئلة ليست للإجابة ولكنها تمثل بداية الانطلاق لنتحدث عن الدور المصري في تاجيج الصراعات داخل ارضنا الحبيبة ، فعند الساعات الاولي من إعلان الحكومة المصرية عن محاولة فاشلة لإغتيال حسني مبارك باثيوبيا في العام 1995 توجهت أصابع الاتهام الامني مباشرة ً من جارتنا التي تدعي البراءة المطلقة مما يعتري الوضاع السودانية إلي المخابرات السودانية واتهمتها علنا بانها خلف المدعو أبونضال ( مؤسس فتح – الجناح الثوري) المتهم الأول لدي مصر في محاولة الإغتيال هذه ، والتي ثبت بالدليل القاطع أنها من خيال المخابرات المصرية لشغل العالم عن قضية حلايب وما يدور فيها من صراع ، وحتي تصبح الحكومة السودانية في وضع المدافع وترضخ بذلك لجعل منطقة حلايب منطقة تكامل بين اصحاب الحق الاساسي وبين مصر التي لاناقة لها ولا جمل في هذه المنطقة . كل هذه المقدمة سقتها للحديث عن الدور المصري التخريبي في السودان ... فكما ذكر الشيخ اسحق احمد فضل الله عن دور مصر في تجنيد المدعو عادل طيارة من داخل السجون المصرية – المتهم حينها باختطاف طائرة الي مطار القاهرة - . إن الدور المصري لم يقف فقط عند المدعو عادل طيارة بل تعداها الي لعب الدور الاكبر في صناعة غالبية الحركات المسلحة في دارفور ودونكم لقاء السندكالي النهلستي – ( والنهلستية في القاموس السياسي يعني بها الفراغية العدمية) - الصادق المهدي مع خليل ابراهيم بعد مطالبة الحكومة السودانية بطرده من مصر والغريب في ذلك ان الحكومة المصرية تدعي براءتها من هذا اللقاء وان تواجدهما معا في فندق واحد هو محض صدفة لا اكثر - بربكم هل يقتنع احدكم بهذا- . الدور الاكبر الذي لعبته مصر في تفتيت السودان هو دورها في نشوب المعارك في جنوب السودان إبان شق قناة جونقلي قبل قيام التمرد الاول في جنوب السودان وايضا استضافتها للتجمع المعارض في حقبة التسعينيات وما جره علي السودان من شقاق في الوسط السياسي. . إذا سالنا انفسنا لماذا تتجه مصر هذه الاتجاهات لتفتيت السودان ؟ نجد ان الاجابة جلية واضحة وهي خوف الحكومة المصرية من ان يلعب السودان دورالشقيق الأكبر في منطقة القرن الافريقي ويسحب البساط من تحت الارجل المصرية وهم يعلمون الدور البارز للسودان في تشاد وافريقيا الوسطي واثره في العلاقة الارترية الاثيوبية ... وهو الممر الرئيسي لنهر النيل لذا تحاول مصر اطالة امد الحروب فيه حتي تستنزف قواه الاقتصادية فلا يلتفت الي التنمية الزراعية وبناء السدود علي مجري النيل والذي تعتبره مصر ملكية خاصة بها لايحق للسودان أو غيره المساس به أو الإستفادة من خيراته . فهل هذه العلاقة مابيننا ومصر تستحق كل هذا العنت وشق الانفس في تحسينها والإرتقاء بها في ظل هذه الافكار الخبيثة التي يتعامل بها جيراننا الافاضل ...؟ .