كلام الناس *كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أداء الصحف وكثرت الانتقادات الرسمية مصحوبة بتلميحات لإجراءات قد تتخذ، بل بدأت للأسف بعض الإجراءات التي عادت بكرة الرقابة الأمنية إلى ملعب الصحف من جديد.. *نحن أيضاً لسنا راضين عن أداء بعض الصحف ولكنها ليست الصحف التي يعنيها أهل الحكم بملاحظاتهم بل تلك التي ترك لها الحبل على الغارب وما زالت تسعى بين الناس بالفتنة والترويج للحرب وكراهية الآخر في السودان الباقي. *بل ما زال بعض رواة الأخبار الذين هم كما في الحكمة الإعلامية المعروفة آفتها أيضاً يلونون ما يجري في دولة جنوب السودان حسب هواهم وكأنه لا يكفيهم ما حدث نتيجة لخطابهم الإعلامي العدائي الداعي للفتن القبلية العنصرية. *نترك دولة جنوب السودان جانباً، ونترك محاكمة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك وأسرته وزبانيته ومصير القذافي رغم أهمية كل ذلك من جميع النواحي المهنية والسياسية والأخلاقية لنتفرغ للذي فينا والذي هو مكفينا وزيادة ونخشى على وطننا من نتائجه الكارثية التي بيّنت في الجنوب وما زالت تسعى في دارفور ومشت على قدمين في جنوب كردفان. *الذين يسعون بين أهل السودان بالفتنة أوضح من أن نشير إليهم ولكنهم يتركون يبثون فتنهم وسط أهل السودان الباقي بينما تلاحق صحيفة مثل صحيفة "الجريدة" ويصادر المطبوع منها أكثر من مرة نوعا من العقاب المادي القاسي للضغط على الناشر للحد من الحرية التي أتاحها للصحفيين الذين عطلت صحيفتهم لأسباب خارجة عن إرادتهم حسب المبررات الرسمية التي أعلنت، ومن حقهم كصحفيين من أهل السودان الباقي أن يعملوا وان يعبروا عن آرائهم بحرية وممارسة حقوقهم الدستورية وفق الدستور والقوانين السارية بما فيها قانون الصحافة والمطبوعات. *نعلم أن الصحافة مواجهة بتحديات كبيرة اقتصادية ومهنية تهدد استقرارها واستمرارها ونرى ضرورة إجراء حوار مهم وسط الصحفيين والناشرين لمناقشة مستقبل الصحافة والصحفيين بدلاً من إعمال الإجراءات الاستثنائية التي تقيد حرية الصحافة والصحفيين، بالعكس من ذلك تماماً فإن الحاجة تتزايد لتعزيز الحريات وحمايتها من كل تغول حتى تتمكن الصحافة من الإسهام في عمليات الإصلاح السياسي والتشريعي والاقتصادي الأهم لمواجهة التحديات والمصاعب التي تواجه البلاد سياسياً واقتصادياً وعدلياً حتى لا تتكرر نفس الأخطاء القاتلة التي ما زالت تعمق الأزمات وتعقدها وتدفع بها إلى ساحات التدويل. *القصة ما قصة جرائد وإنما هي أزمة إدارة الأزمات التي لم تعد تحتمل ذات المعالجات القديمة. ------------------------------------------ صحيفة السوداني