[email protected] ربما في تاريخ الاسلام كله لم توجه في محكمة واحدة تهمة الردة لمثل هذا العدد الكبير 129 شخصاً من النوعين الرجال والنساء وهم جماعة تسمي نفسها الجماعة القرآنية ويمارسون نشاطهم داخل خلاوي، لم يحدث مثل ما جرى في محكمة جنايات بالخرطوم بالسودان هذه الأيام اللهم Yلا في عهد الدعوة الأول حين كان الناس قبائل وكانوا حديثي عهد بالإسلام. هل ترى نحن في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق وهل ابدى هؤلاء ما ابدى الأوائل بقصدية وتحد حتى توجه ضدهم تهمة الردة ؟ لا لا هذا لا يجوز .هؤلاء الأحرى أن يجتمع بهم علماء ومشايخ ويتحاورون في أمور الدين والعقيدة بدلاً من الزج بهم في المحاكم و مجابهتهم بقوانين جنائية تفرض عليهم إما الاستتابة أو القتل في حين أن قناعاتهم الداخلية هي التي قادتهم لما يعتقدون به.وقد يكونون يخالفون الفهم العام للمسلمين للدين نعم ، لكن ذلك لا يستوجب تقديمهم للمحكمة .وليكن قضاتهم ضمائرهم وما يعتقدون. ومثل هذه القضايا يمكن حلها عن طريق جلسات حوار ومناصحة كما هو الأمر بين مختلف الفرق الاسلامية التي تتباين مداخلها لفهم العقيدة لكنها تلتقي في التوحيد. هناك متشددون سودانيون قد يجرون مثل هذه الاتهامات للطرق الصوفية وغيرها بينما السودانيون في غالبيتهم مسلمون متسامحون . المحكمة لا تستطيع أن تنتزع قناعات هؤلاء من قلوبهم وتهمة الردة تهمة خطيرة اكتوى منها شعبنا شططاً حين تم إعدام الشيخ العارف محمود محمد طه في منتصف الثمانينات ثم عاد الآن بعد عقدين غالبيةأولئك الذين كانوا يؤيدون محكمة الردة تلك يعتذرون بعد فوات الأوان في حين إن حماستهم الاولى التي ادت للمحاكمة قادت للقتل بتلك الصورة الماساوية العنيفة.. السودان الآن مشاكله أكبر من أن نضيف إليها محاكمات أو إعدامات بالجملة بتهمة الردة لمن قال لا إله إلا الله.ومثل هذه المحاكمة مخالفة للدستور.. تجيء هذه المحاكم في الايام التي ينعقد فيه مؤتمر عالمي للنظر في خطورة الاتهام بالردة .وعلى المؤتمرين العالميين هؤلاء أن يستصحبوا معهم عنف التجربة السودانية .. . نشر بتاريخ 20-09-2011